بناء وعي الشعوب وتثقيفهم هو الخطوة الأولى لتحقيق أي تنمية ونهضة حقيقية لأي بلد، ويوجد في مصر أكثر من 500 قصر ثقافي عامل على مستوى الجمهورية، وعدد من القصور الثقافية المغلقة لأسباب إنشائية، والبعض يرى أن هذه القصور الثقافية غير مستغلة بالشكل الأمثل. إقرأ أيضًا.. أدب الدقي يناقش رواية " ناي الرضا" للكاتب عصام الدين جاد مساء اليوم تعود غالبية قصور الثقافة في مصر إلى حقبة الستينيات، ولكنها عانت لسنوات طويلة من الإهمال والنسيان، حتى تضاعفت تكاليف اصلاحها والعناية بها وببنيتها التحتية في ظل ارتفاع كافة الأسعار عالميًا ومحليًا. وإعادة قصور الثقافة لدورها هو كما يراها البعض أمر ضروري وبمثابة مشروع قومي، لتحقيق تنمية حقيقية، ومن الممكن أن تلعب دورًا كبيرًا فى تغيير ثقافة المجتمع ومواجهة التطرف، ويمكن لذلك أن يتم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب. ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن عدد قصور وبيوت الثقافة بلغ 594 قصرا وبيت ثقافة في 2016. وقد تخطى العدد حاليا 600 موقع. وتحصل قصور الثقافة على دعم قدره 648 مليون جنيه، وتقدر قيمة الإنشاءات ب108 ملايين، وما تحتاجه الهيئة لتنفيذ خطتها الثقافية الخاصة يقدر ب500 مليون، ما يعنى أن هناك حاجة لميزانية إضافية تقدر ب492 مليوناً، شاملة مرتبات الموظفين، فلدى الهيئة ما يقرب من 14 ألف موظف، وفقًا للدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق، خلال فترة توليه في 2019. تمتلك محافظة كفر الشيخ 12 قصرًا للثقافة ومجمعا ثقافيا كبيرا استغرق إنشاؤه 20 عاما بتكلفة وصلت إلى أكثر من 50 مليون جنيه على مساحة 2000 متر. وتم افتتاحه تجريبيا عام 2017. لكن توقف المجمع عن العمل بعد الافتتاح بسبب غياب اشتراطات الحماية المدنية. وتم غلق قصر الثقافة في مدينة شبين الكوم منذ عام 2009 للصيانة والترميم على أن تنتهى الأعمال خلال عامين بتكلفة 38 مليون جنيه. وتم نقل أعماله بمقر إداري صغير بحي غرب شبين، ورغم الانتهاء من تطويره لم يتم افتتاحه. وقصور الثقافة في الإسكندرية تعمل غالبيتها بالجهود الذاتية، ومعظمها مغلق والأنشطة متوقف، ويبلغ عدد المراكز الثقافية بالإسكندرية 40 مركزا لا يعمل منها سوى نحو عشرة مراكز فقط، كما تم غلق المسرح الخاص بقصر ثقافة سيدي جابر، بعد أن كان شاهدًا على عروض الفنون الشعبية والكورال والمؤتمرات الثقافية، لأنه غير مطابق لمواصفات السلامة. ويعول الكثيرون على وزيرة الثقافة الجديدة الدكتورة نيفين الكيلانى، التي تولت المسئولية قبل أسبوعين، أن تقوم بالاهتمام بهذه القصور، التي تساهم في تشكيل وعي ووجدان الشعب، بما يمكن أن تقدمه لهم من أنشطة ثقافية وتوعوية وإحياء تجربة القوافل الثقافية،و الاهتمام بزيادة عدد بيوت الثقافة والمكتبات بما يتناسب مع عدد السكان بالمدن والقرى. فضلا عن إعادة الهيكلة الإدارية لقطاعات وزارة الثقافة.