جارديان: الأسد فقد شرعيته

دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء الغرب الى عدم التعامل مع الرئيس السورى بشار الأسد ، متساءلة عن سبب اعتبار الغرب الاسد الزعيم الشرعى فى سوريا بالرغم من استمراره فى قمع المحتجين؟.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد ضحايا قمع النظام السورى تعدى 800 شخص ، بالإضافة إلى وجود عشرات الآلاف من المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب .وقارنت بين موقف الغرب تجاه العقيد الليبى معمر القذافى والرئيس الأسد ، حيث قررت الدول الغربية عدم التعامل مع القذافى باعتباره فاقد الشرعية وبالرغم من وجود الأسد فى نفس الموقف ، إلا أن الغرب مازال يتعامل معه بصفته رئيسا للبلاد بالرغم من فقدانه الشرعية هو أيضا.
وأوضحت "الجارديان" أن نظام الأسد يسير على خطى نظام القذافى فى تعقب المعارضين "بيت بيت ، دار دار ، زنجة زنجة" ، وتقتحم دباباته المدن خلال ساعات الليل ، ويطلق الجيش الرصاص فى الهواء ويقتحم البيوت ، مشيرة إلى أن من يقاوم الاعتقال يتم إطلاق النار عليه ومن يتم اعتقاله يكون مصيره الاختفاء.
واعتبرت الصحيفة أنه من الواضح أن نظام الأسد لن يتراجع قبل أن يتم سحق المتظاهرين والانتفاضة الشعبية ، ومن الواضح أيضا أنه فقد أية شرعية سياسية كان يتمتع بها سابقا ، غير أن الحكومات الغربية ترفض حتى الآن أن ترى الأمور من هذه الزاوية.
ولفتت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما شددت عقوباتها على سوريا ، غير أنها ترفض حتى الآن مطالبة الأسد بالاستقالة ، بخلاف الموقف الأمريكى من الرئيس السابق حسنى مبارك الذى كان قمعه للمتظاهرين أقل حدة وعنفا.
ولخص وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج الموقف من الأسد قائلا "إن الأسد يميل إلى الإصلاح ، غير إن نظامه قائم على عدد من الأشخاص وأفراد العائلة، مما يصعب عليه الوضع ولا أعرف ما هى مدى صلاحياته لإجراء إصلاحات ".
ونوهت الصحيفة بأن هذه التحليلات والمبررات لوضع النظام السورى الآن لا ترقى إلى أن تكون تبريرات سلبية من قبل الغرب تجاه الموقف ومما يجرى فى سوريا الآن.