اكد المشاركون في اجتماعات مشروع بناء قدرات المجتمعات للتصدي لظاهرة التغير المناخي وتحسين الأمن الغذائي في خمس محافظات الصعيد للحد من مخاطر تأثير الظاهرة علي مستقبل الزراعة في مصر مطالبين باستنباط سلالات جديدة من المحاصيل الزراعية تواجه المخاطر المتوقعة مثل ارتفاع معدلات الجفاف وملوحة التربة وزيادة استهلاك مياه الري. وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع الذي تنفذه وزارة الزراعة بالتعاون مع مكتب برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة بميزانية قدرها 41 مليون جنيه من الصندوق الدولي للتغيرات المناخية ويتم تنفيذه علي مدار 4 سنوات في 15 قرية بمحافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان بهدف رفع قدرة هذه المناطق علي التأقلم مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية والتكيف معها . وقال الدكتور صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة في كلمته أمام الاجتماعات الدولية إن المشروع يستفيد منه 15 قرية في 6 محافظات بجنوب الصعيد مشيرا إلي أن التأثير الناجم عن التغيرات المناخية لا يقتصر فقط علي انخفاض الانتاج إلزراعي وإنما يمتد تأثيره إلي خفض توافر الموارد المائية وتغير سلوك الآفات وارتفاع مستويات المرض بل يمتد إلي انخفاض إنتاجية الثروة الحيوانية بسبب الظاهرة. وأشار عبدالمؤمن إلي أهمية تنفيذ المشروع لتحسين القدرة علي التكيف في المنطقة الجنوبية من البلاد "جنوب الصعيد" في مواجهة الآثار الناجمة عن تغير المناخ المتوقعة خاصة في مجال الانتاج الزراعي وبناء القدرات المؤسسية علي جميع المستويات لضمان الاستمرارية والاستدامة للمشروعات الزراعية باعتبارها من محاور الاستراتيجية المصرية للتأقلم مع تغيرات المناخ. وشدد عبد المؤمن علي ضرورة إدخال تقنيات جديدة في مجال الري لتوفير استخداماته وبناء القدرات علي التكيف من خلال الإنذار المبكر مطالبا برفع العبء عن الفئات المهمشة لضمان حياة سعيدة لهم تحفظ آدميتهم مشيرا إلي أن دور الدولة هو تخفيف الأعباء عن المواطن البسيط وضمان حياة كريمة له من خلال برامج تنموية شاملة تحقق له الأمن الغذائي. واكد بيتر جوماني ممثل منظمة الغذاء العالمي أن ارتفاع درجة حرارة الأرض ستؤدي إلي انخفاض انتاجية القمح بنسبة 20 % علي مستوي العالم، موضحا ان هناك خطرا كبير سيواجه مصر خلال الفترة القادمة بسبب تناقص مياه النيل نتيجة للصراعات الدول الافريقية و ارتفاع مستوي البحر المتوسط وهو ما يهدد الامن الغذائي . واشارت الدكتورة مني حرز رئيس العلاقات الخارجية بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي ان التأثيرات المناخية ستؤدي الي فقد الانتاج الزراعي بنسبة 30 % في عام 20 50 ، فضلا عن زيادة الاصابة بالحشرات و ظهور انواع جديدة من الامراض، وهو ما يتطلب اقامة هذا المشروع في اقرب وقت في محاولة للمحافظة علي الامن الغذائي .