ضمن فعاليات اليوم الأول للمهرجان القومى للمسرح أقيمت حلقة نقاشية أولى بعنوان "أزمة مفهوم الهوية والتيارات المسرحية الجديدة فى ضوء السلطة الثقافية"، وشارك فيها د. حسام عطا رئيس الندوات، د. محمود نسيم، د. عزة هيكل، المخرج عبد الرحمن الشافعى. وناقشت الحلقة أداء المسرح المصرى المعاصر، حيث ظل المسرح المصرى منذ 1998 حتى 2010 يدور بشكل أساسى حول المفاهيم التجريبية التى أنتمى إليها عدد كبير من المسرحيين فى مصر، ثم حدث فجأة نوعا من الإنقلاب الثقافى الذى يستدعى أزمة السلطة الثقافية القادرة على المنح والمنع عندما تتبنى مشروعا مسرحيا عاما، وبعد رحيل هذه السلطة يبقى السؤال : هل إستفاد المسرح المصرى حقا فى تطوير نفسه أم أنه قرر قطع الصله مع المشروع التجريبى كله ؟ هذا السؤال سؤال معرفى لايرتبط بأفراد أو هيئات، لكنه يراقب حركة التيارات المسرحية وتفاعلاتها وتشكيلاتها المختلفة فى ضوء هذا المفهوم. وردًا على ما أثير حول مفاهيم الهوية مقابل التيارات الحديثة رفض المتحدثون ظاهرة انهيار المشروع التجريبى لغياب السلطة الثقافية التى كانت تتبناه ولا يمكن أن تكون كل تلك السنوات بكل ذلك الزخم الثقافى وتلك الملايين التى تم إنفاقها على العروض التى جاءت طوال ال 25 سنة الماضية عبر المهرجان التجريبى أن تكون بلا طائل لأن ذلك يعتبر نوعاً من أنواع البؤس الثقافى. ورأى المتحدثون أن استمرار التيارات التجريبية يجعلها تتصل بحاجة المجتمع وعليه يجب إعادة توجيه ذلك الإنجاز الثقافى للتيارات المسرحية الحديثة ولجيل التسعينات الشاب الذى عمل فى مركز الهناجر والإبداع ونوادى المسرح بهئية قصور الثقافة نحو وجود علاقة حقيقية مع المجتمع مثل استخدام الأدوات المسرحية الحديثة فى محو الأمية وتدعيم الفقراء والعمل على قضايا المجتمع مثل تجارب أمريكا اللاتينية التى نشرت الثقافة السياسية بين جموع الأميين عبر استخدام المسرح والتى غيرت وجه الحياة باستخدام الفنون وضرورة التركيز على المشترك الثقافى حكل لتلك الانقسامات حتى الهوية المصرية تتجلى فى شكل سياسى لكن حقيقتها العميقة انها انقسامات ثقافية تدور حول مفهوم الهوية ورؤية كل طرف من الأطراف لمعنى هذه الهوية . وأوضح الحضور أن هذا التفكير سيتم عرضه على لجنة المسرح خلال الفترة القادمة حتى لا يصبح الجهد البشرى للمسرحيين لمدة 25 عاماً هو جهد متقطع فالأمر يحتاج فقط إلى ترتيب وإعادة نظر حيث أن المشروع التجريبى لا يمكن النظر إليه فى أنه مشروع أفراد أو سلعة ثقافية بعينها يختفى ويزول مع راحلها.