نتصور أن تجديد الخطاب الديني يعتمد على ضرورة تحديد إشكالية «إعمال العقل، حاكمية الجهل، قداسة النصّ أم نصّ القداسة»، وكذلك «آليات فهم النصّ، ومَن وضعها».. ومَن هم «أهل الدين، ما سماتهم، مَن حدد هذه السمات، هل اتفق المسلمون عليهم»؟ إن عناصر ومكونات الخطاب الديني كان لها دور فاعل في تغيير البنية الفكرية للمجتمع الإسلامي منذ القرن الأول الهجرى وحتى يومنا هذا، الذي يشهد تطرفًا وانحرافًا عن تلك القيم والمبادئ، وبالتالي أفضت إلى نتائج عكسية. ويبقى تساؤل مهم: أين القرآن وبيانه، والسُّنة الصحيحة وهديها، والصحابة وإيمانهم، و«التابعون» وسلوكهم.. وهل كانت فترة الإسلام الأولى فاقدة لسمات الخطاب الدينى الذي ينادي به «الخلف»، أم أن دعوات التجديد يُراد بها تحقيق ما عجز عنه بعض «السلف»؟ أسئلة كثيرة لا تجد إجابات واضحة، ولذلك هناك حاجة لتصحيح الفكر الإسلامى من الصور المشوهة التي رسَّختها التنظيمات الإرهابية، وكرَّسها المتطرفون والجهلاء على حدٍّ سواء، من خلال المؤسسات الدينية المعتبرة لنقد التفسيرات المغلوطة والفهم الخاطئ.
