تعد محافظة الاسكندرية من المدن الحضارية، التى أصيبت بآفة المناطق والمواقف العشوائية، بعد أن تعرضت على مدار السنوات الماضية فى الفترة ما قبل أحداث يناير 2011، حتى شكلت المواقف العشوائية حزام حول أطراف المحافظة. ورغم التطوير الكبير الذى يشهده ميدان محطة مصر بمحافظة الإسكندرية، الذى يعد من أشهر ميادين المحافظة، ورغم المبالغ الكبيرة التى تنفق على هذا التطوير، إلا أن البائعين الجائلين، والميكروباصات والاتوبيسات حولت الميدان الى مواقف عشوائية، مما تسبب فى استياء المواطنين ولم يشعرون من التطوير الذى يحدث بسبب الزحام الشديد وفرشات البائعة الجائلين تقطع الطريق العام ، ويستقبل ميدان محطة مصر يومياً الآلاف من المواطنين، لانه به العديد من الهيئات المركزية مثل محطة القطار، والكثير من المعالم السياحية، مثل المسرح الرومانى وشارع النبى دانيال، وبداخله المسجد الأثرى الشهير، ومحطة القطار، ومستشفى أحمد ماهر، ويتوسطه النصب التذكارى للشهداء، والسنترال، وهذا ما الباعة الجائلين يحتلونه، ليتحول إلى أزمة كبيرة، فشل المسؤولون فى حلها، رغم أنه يعد واجهة المدينة سياحيا، باعتباره أول الأماكن التى تستقبل السائح فور وصوله الثغر. فى جولة ميدانية " للوفد " كشفت أن العشوائية تضرب العديد من الميداين منها ميدان محطة مصر بأعلى درجة، فتجد الباعة الجائلين يفترشون الطريق العام غير أخذين في الاعتبار حركة المارة ولا حركة السيارات، لتتعالى اصواتهم المتداخلة معا منادين على زبائنهم لتندمج مع صوت السيارات لتعطي إشارة بإفساح الطريق لها لكي تستطيع أن تجد لها ممر تسير بداخلة. وتعاني مواقف المواصلات العامة المتنقلة والرابطة بين محطة مصر ومعظم الأنحاء الإسكندرية، من العشوائية وافتقار الحركة المرورية. أبدى اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أستياءه بسبب وجود سوق عشوائي بالقرب من محطة مصر، وأصبح ميدان محطة مصر ساحة للعشوائيات بالكامل والباعة الجائلين والتكاتك والميكروباصات ووجود سوق عشوائي ملاصق لمحطة مصر بالإسكندرية التي شهدت تطويرًا كبيرًا من قبل وزارة النقل بانفاق بلغ 300 مليون جنيه منذ يناير الماضي. وأضاف أن ميدان محطة مصر من أهم الميادين التراثية بالإسكندرية، فأعمال التطوير بالميدان تتم على 4 مراحل تشمل إنشاء 182 باكية و60 محلا، وكذلك إقامة مواقف للميكروباصات والأتوبيسات، وعمل حركة مرورية دائرية كاملة، وكذا إرجاع جميع الحدائق بالميدان إلى شكلها الحضاري مرة أخرى. وأكد الشريف، أن المحافظة بصدد إطلاق أعمال التطوير بعدد من الأسواق والميادين، لافتًا إلى أننا بدءنا من ميدان محطة مصر، وسوق شارع 30، وسيتم البدء في سوق المعهد الديني وسوق الهانوفيل، وذلك ضمن الخطة العاجلة التي تنفذها المحافظة لإزالة كافة الأسواق العشوائية بعد توفير البديل لها. وأكد أن مشروع التطوير سوف يشهد سيولة مرورية، كما أن الميدان سيتحول إلى متنزه للأسرة السكندرية، لافتًا إلى الحفاظ على المبنى التراثي للأبنية الحكومية المجاورة، وذلك لاستعادة القيمة الجمالية والتاريخية والتراثية للميدان الأكبر والأهم بالمحافظة والذي يعد نقطة انطلاق من وإلى الإسكندرية. من جانب أخر قال أحد المواطنين ويدعى أحمد حسن، رغم التطوير الذى تشهدة ميدان محطة مصر، إلا أننا نعانى من إهمال جسيم فى تحوله إلى مواقف عشوائية للخارجين على القانون والباعة الجائلين. وطالب «حسن»، بإنقاذ الميدان، وتنفيذ حملة مكبرة عليه ورفع المخالفات، وضبط البلطجية وأصحاب الأعمال المنافية للقانون، وتطوير الميدان ليصبح مناسبًا لمكانة المحافظة.، لافتا إلى تحول الميدان إلى ملكية خاصة للباعة، وأصبح الطريق ملكا لهم ما يعوق حركة المرور ويؤثر على الاقتصاد، نظرا لعدم دفعهم مستحقات الدولة من نظافة وكهرباء وضرائب، فضلا عن تحولهم إلى قنابل موقوتة تهدد المنطقة بالحرق بسبب توصيلات الكهرباء التى تفتقر إلى أبسط سبل الأمان. وأضافت عايدة إبراهيم ربة منزل، أن أزمة الباعة ظهرت بشكل أكبر فى الفترة الأخيرة، موضحة أن ميدان محطة العامرية بغرب المحافظة الذى يوجد على حرم طريق السكة الحديد تحول الى عشوائية والبائعة الجائلين يحتلون طريق السكة الحديد والميكروباصات واثناء مرور القطار يقومون بالاسراع بالابتعاد مما يهدد بكوراث وحوادث كثيرة تشهدها المنطقة ،تعد من أكثر المناطق ازدحاما بسبب تعدى الباعة عليه، نظرا لخروجهم إلى حرم الطريق، ما يؤثر على حركة المرور وتعطلها، مضيفا أن أغلب الباعة يسرقون الكهرباء ويوصلونها بطريقة عشوائية ما يجعلها أكثر خطورة وسهلة الاشتعال، ما قد يتسبب فى كوارث كبرى، وقد شاهدنا فى الفترة الأخيرة احتراق العديد من الأسواق بسبب ماس كهربائى، فى الوقت الذى نشعر فيه بتراخى المحافظة فى التعامل معهم. ولفت أخر يدعة احمد سليمان، موظف، إلى أن المواقف العشوائية بمنطقة العجمى اصبحت من كبرى الكوارث، بسبب تعديات الباعة على الميدان، ورغم شن الحى حملة لإزالة التعديات لكنها تعود سريعا كما كانت، مشيرا إلى أن الباعة يعرقلون الطريق، ما يصيب حركة المرور بشلل تام ويجعل أصحاب السيارات عرضة للسرقات، مطالبا المحافظ بالتدخل لإزالة التعديات، ويتسبب المواقف العشوائية للميكروباص من انتشار المواقف العشوائية لسيارات الاجرة مؤكدا على ان اصبح يعوق المارة و ليس السيارات فقط خاصة و انة ليس هناك رقيب او مخالفات لهؤلاء السائقين.كشف قيام مجموعة من الأفراد الذين وصفهم بعض السائقين ب«البلطجية» داخل كل موقف بتنظيم السيارات حسب الدور، وتوجيه الركاب مقابل تحصيل مبلغ يومى عن كل سيارة يتراوح بين جنيه و5 جنيهات، فى المواقف الداخلية ومن 50 إلى 70 جنيها للمواقف الخارجية.