نقلة حضارية، يعيشها سكان منطقة الجيزة، خاصة بعد التطوير الشامل الذي شهدته عدة مناطق بالمحافظة، بداية من شارع التحرير لبولاق الدكرور لفيصل لللهرم، وصولًا بمنطقة الأهرامات الأثرية ومحيطها، التي تشهد العديد من التغييرات، سواء كان ازالة تعديات، أو كلبشة سيارات، أو عمليات ترميم الشوارع وازالة مخلفات واكثر، والتي كان آخرها إنشاء الإسطبل الحضاري البديل عن الإسطبلات العشوائية المتواجدة بمحيط المنطقة الأثرية بالأهرامات لما تسببه تلك الاسطبلات من مظهرا غير حضارياً، وتزامنًا مع اقتراب موعد افتتاح المتحف المصرى الكبير، والذي أسماه البعض "أعجوبة مصر للعالم". ويذكر أن اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة في نوفمبر من العام الماضي، تابع أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع، المقام على مساحة 18 الف م، حيث تشمل المرحلة الأولى إقامة 4 مجمعات خرسانية تكفي لإيواء 220 حصان ومجهزة على أكمل وجه، روعي فيها كافة المعايير البيئية وتشمل إقامة المظلات اللازمة للإقامة والمبيت ووحدات الطعام والشراب ووحدات للأطباء البيطرين ودورات المياه وغرف للإدارة وينفذ المشروع تحت إشراف مديرية الإسكان بالمحافظة. ويشمل مخطط تطوير المنطقة إنشاء غرف فندقية على مساحة من منطقة نزلة السمان التي تقع بجانب مشروع الاسطبلات الجديد، ووجه المحافظ الشركة المنفذة للأعمال بضرورة مراعاة إقامة بوابات الإسطبل بعيداً عن المنطقة السكنية على أن يكون هناك مدخل خاص بالإفراد مع سرعة الانتهاء من الأعمال لما للمشروع من أهمية كبيرة . وبعد مرور 3 أشهر، وتحديدًا يوم أمس، تفقد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، الأعمال النهائية للمرحلة الأولى لإنشاء الإسطبل الحضاري البديل عن العشوائية المتواجدة بمحيط المنطقة الأثرية بالأهرامات؛ مطالبًا بتخصيص بوابة الإسطبل المطلة على المنطقة السكنية لدخول الأفراد فقط، ورفع كفاءة الإنارة وتدعيمها بكشافات إضافية، وضرورة التواصل مع ممثلين من أصحاب الخيول للاطلاع على أي تصورات واحتياجات إضافية لهم؛ للتسهيل عليهم، وذلك قبل الانتهاء من كل الأعمال النهائية للإسطبل، كما كلف، مديرية الإسكان بالمحافظة، بالمتابعة مع الشركة المنفذة بسرعة الانتهاء من الأعمال المدرجة لتحقيق الاستفادة من المشروع. وجدير بالذكر، أن تطوير ي منطقة أهرامات الجيزة و نزلة السمان انطلاقا من الأهمية الكبيرة التى تمثلها الأهرامات باعتبارها واحدة من المواقع التراثية العالمية المسجلة فى منظمة اليونسكو ، وكونها إحدى عجائب الدنيا السبع ، إلا أن المنطقة تعرضت فى النصف الثانى من القرن الماضى لتعديات عمرانية خطيرة أدت إلى تراجع مكانتها العالمية ، ولذلك كان لابد من إبراز معالم التراث العمراني والقيم التراثية التى تتمتع بها هذه المنطقة وما يحيط بها من خلال العمل على هذا المشروع بما يسهم فى إعادة إحياء التراث و استرجاع بريقها الثقافى والحضارى ، وبدأ مشروع التطوير القديم عام 2008، وكان مقرراً أن يتم الانتهاء منه فى عام 2012، إلا أنه توقف عام 2011 بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد ونقص الموارد المالية مما أدى إلى عدم الالتزام بالجدول الزمنى لتنفيذ المشروع، وكان من المقرر الانتهاء من المشروع بشكل كامل بداية عام 2017، وفقاً للخطة الزمنية الموضوعة سلفاً، ولكن بسبب ماحدث في البلاد تأخرت فترة التطوير، والتي تضمنت إقامة سور خرسانى ومعدنى حول منطقة الهضبة بطول 20 كيلو متراً لمنع التعديات وانتشار العشوائيات مع تحديد ثلاثة مداخل رئيسية للمنطقة الأولى ناحية فندق مينا هاوس، والثانية ناحية ميدان الرماية والثالثة بجانب تمثال أبو الهول. وتتضمن أيضا إجراء توثيق شامل لمنطقة هضبة الأهرامات الأثرية وإقامة مركز للزوار، وتزويدها بطرق داخلية لتيسير عملية الزيارة وحماية المواقع الأثرية من التلوث، بالإضافة إلى إنشاء مواقف خاصة للدواب والسيارات بعيدا عن المنطقة الأثرية لحمايتها من الاهتزازات والمخلفات واستخدام سيارات كهربائية داخل المنطقة الأثرية، فضلًا عن رفع كفاءة الطرق الداخلية والخارجية ووضع اللوحات الإرشادية لأسعار الخدمات داخل المنطقة الأثرية، واستكمال منح التراخيص لأصحاب الدواب والباعة الجائلين، بحيث لا يُسمح بدخول الموقع الأثرى إلا لحاملي التصاريح، واستكمال وضع المظلات للخدمات الأمنية واستكمال منظومة دورات المياه بالمنطقة. وليس هذا فقط، بل يتضمن التطوير، تخصيص (4) مناطق بانوراما تطل على مشهد الأهرامات الأثرى والذى يجذب الزائرين لمشاهدته واستغلاله حيث سيتم تخصيص منطقة غرب الهرم الثانى بجوار مهبط الطائرات القديم كبانوراما، وأخرى وسط الظهير الصحراوى إلى جانب موقع البانوراما القديم الذى يطل على الاهرامات الثلاثة والآخر الموجود بجنوب الهرم الثالث، هذا بالإضافة إلى تحديد أماكن لإيواء الجمالة والخيالة وإقامة منطقة خدمات تشمل مركز إسعاف ومركزاً للشرطة ، ومحلات لبيع الهدايا التذكارية عند مدخل ومخرج المنطقة وتطوير مخرج المنطقة الأثرية من ناحية نزلة السمان. ولا شك ان هذا المشروع يمثل طفرة كبيرة لمنطقة الأهرامات ، حيث يعمل على وضع منظومة تأمينية كاملة تسهم في توفير الحماية الكاملة للمنطقة ، كما يشتمل على إتاحة رؤية بانورامية للمنطقة بأكملها من خلال تكوين صورة بصرية مميزة عن طريق التدرج الفراغي والتدرج في الارتفاع و الربط البصرى بين مكونات المشروع ، مما يسهم فى العمل على استعادة رونقها ووضعها بالمكانة التى تليق بها على خريطة السياحة العالمية واستعادة روادها من عشاق الفن والحضارة الفرعونية القديمة، ويعتبر هذا التطوير، رسالة للعالم أجمع بأن مصر بشعبها وقيادتها تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق كافة مشروعاتها القومية والذي سوف ينعكس مردوده على المواطن المصرى،وتخطو بما تنجزه من استحقاقات نحو الاستقرار والنماء فى شتى المجالات.