لا شك أن السينما تعكس جزءاً من الواقع. وعلي مدي تاريخها قدمت السينما المصرية نماذج مختلفة من الأم المصرية منذ منتصف القرن الماضى، لعل أشهر الأمهات في تاريخ السينما الفنانة الراحلة فردوس محمد أم مصرية صميمة، وجهها يعكس الطيبة الشديدة والتضحية، حتي عندما كانت تقوم بدور الدادة من أشهر أفلامها «حكاية حب» أم عبدالحليم حافظ التي فقدت بصرها وهي تتفانى في دور الأم الأرملة، و«عفريتة إسماعيل يس» و«الملاك الصغير» و«عائشة» و«عنتر بن شداد». والفنانة الراحلة عزيزة حلمي التي جسدت دور الأم حتي وهي في فجر شبابها، من أبرز أفلامها «دهب» و«ليالى الحب» و«حكاية جواز» و«ابنتى العزيزة» و«المليونيرة النشالة» و«غاوى مشاكل». ولا ننسي بالطبع أمينة رزق وكانت رمزاً أصيلاً للأم المصرية خاصة في أفلام «الطريق المستقيم» و«بائعة الخبز» و«التلميذة» و«بداية ونهاية» و«كلهم أولادى» و«الشموع السوداء». ولا ننسي الفنانة الراحلة ناهد سمير وقدمت دور الأم كأفضل ما يكون في أفلام «في بيتنا رجل» و«أبي فوق الشجرة» و«الأخرس» و«الإمبراطور». والأم الحماة خفيفة الظل مارى منيب في العديد من الأفلام، منها: «الحموات الفاتنات» و«حكاية جواز» و«اعترافات زوج» و«هذا هو الحب» و«كدبة إبريل» و«عفريتة إسماعيل يس». وهناك فنانات كانت أدوار الأم نقلة في حياتهن الفنية مثل تحية كاريوكا فى «أم العروسة». ومديحة يسرى فى «الخطايا»، وفاتن حمامة فى «إمبراطورية ميم». ولا ننسى بالطبع الفنانة الكبيرة كريمة مختار الأم المصرية الصميمة في السينما والدراما التليفزيونية ومن أبرز أفلامها «الحفيد» و«بالوالدين إحساناً» و«الليلة الموعودة» و«رجل فقد عقله»، ومسلسلات «في حاجة غلط» و«حصاد العمر» و«الشارع الجديد». والغريب أن السينما في العقود الأخيرة أدوار الأم لم تترك بصمة عند المشاهد ومازالت شخصية فردوس محمد هي الأم بكل معانيها الأصيلة والتي رحلت عن دنيانا منذ أكثر من خمسين عاماً. تحية لكل أم مصرية في عيد الأم.