أيقونة التاريخ السعودى تعود بالزمن 574 عامًا.. تحتضن «حى الطريف» أكبر المدن الطينية فى العالم تمتلك مدينة الدرعية مكانة ثقافية ومعرفية كبيرة، تؤهلها لتكون إحدى أهم الوجهات الثقافية والسياحية العالمية.. وتخليدًا لكل الملاحم البطولية التى خاضتها، والأدوار الكبيرة التى اضطلعت بها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى العصر الحاضر، وحفاظًا على إرث الآباء والأجداد، فقد شهدت «الدرعية» العديد من التطورات خلال الأعوام الماضية بتوجيهات ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبمتابعة شخصية من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد ورئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، الأمر الذى أسهم فى اختيار الدرعية عاصمة للثقافة العربية. وجاء اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، ل«الدرعية» كعاصمة للثقافة العربية للعام 2030م، انطلاقًا من عراقتها التاريخية ومركزها الحضارى ودورها فى العلم والثقافة والتجارة، منذُ أكثر من خمسة قرون، ليعكس ما تشهده المملكة من نهضة سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية منذُ 300 عامًا، وذلك تأكيدًا لاهتمام المملكة بحضارة وعراقة مدنها ومحافظاتها. وتُعد الدرعية لؤلؤة المملكة والوجهة السياحية الرئيسة القادمة، وإحدى المشاريع المميزة التى يجرى تطويرها باستمرار لتعزيز مكانتها على خارطة السياحية فى المملكة، وتتميز برمزية خالدة على صعيد الثقافة على المستويين المحلى والإقليمى، بما تمتلكه من تاريخ مشهود ذى إرث حضارى لا يزال حتى اليوم، حيث يعود الزمن بالزائر لمدينة الرياض 574 عامًا ليشاهد المواقع الأثرية الضاربة فى عمق التاريخ ومن أبرزها «الدرعية» التى تأسست عام 1446م لتطل برأسها على وادى حنيفة، وتحتضن على ترابها معالم عريقة مثل: منطقة البجيرى التاريخية، ومنطقة سمحان، و«حى الطريف» الذى وُصف بأنه من أكبر المدن الطينية فى العالم، ومن المعالم السياحية الشامخة غرب مدينة الرياض. ولم يعد «حى الطريف» يسكن حدود ذاكرة المجتمع السعودى بل ذاع صيته فى العالم بعد تسجيله فى قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمى عام 2010م لينضم إلى خمسة مواقع سعودية مسجلة فى المنظمة، فهو نافذة تاريخية لزائرى الرياض للاطلاع على أطلال الدولة السعودية، والتعرف على أمجادها فى واقع يُحاكى ما حدث فى زمن الدرعية القديم. وخلال فترة ازدهار الدرعية كعاصمة للدولة السعودية الأولى كان حى الطريف التاريخى مقراً لحكم الدولة، ويضم الحى حالياً عدداً من المتاحف أبرزها متحف الدرعية الذى يقدم عرضاً لتاريخ وتطور الدولة السعودية الأولى من خلال الأعمال الفنية والرسومات والنماذج والأفلام الوثائقية ومتحف الخيل العربى والمتحف الحربى، وجامع الإمام محمد بن سعود «الجامع الكبير». ويتميز حى الطريف بآلاف الأمتار المربعة من المساحات الخضراء، وأشجار النخيل المميزة التى تنتشر على ضفاف وادى حنيفة، وبممرات وأرصفة مصممة بطرق عصرية تساعد على المشى. ويقع على الضفة الأخرى من وادى حنيفة «حى البجيري» التاريخى المعروف تاريخيًا بنشر العلم، ويتميز حالياً بمراكزه التجارية، والمقاهى، وأماكن التنزه المفتوحة، ويخضع الحى حالياً لأعمال تطويرية ضمن مشروع تطويرى ضخم يهدف إلى جعل الدرعية أيقونة تاريخية وثقافية وسياحية وأحد أهم أماكن التجمع فى العالم. وتُشرف على الدرعية أيقونة التاريخ السعودى هيئة تطوير بوابة الدرعية التى تأسست عام 2017م، وتعمل الهيئة على تطويرها لاستقبال الزوار مستقبلاً، بالإضافة إلى القيام بمشاريع متعددة أهمها مشروع «بوابة الدرعية» الذى افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - فى شهر نوفمبر من العام 2019م. ويحقق مشروع بوابة الدرعية العديد من تطلعات وأهداف رؤية المملكة 2030 الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، منها تعزيز وحماية التاريخ والتراث السعودى الحضارى، وتطوير المواهب المحلية فى مجال البحوث الأكاديمية والتاريخية والتراثية، وتكريس قيمة الاعتزاز بالتاريخ والتراث الوطنى، وزيادة الناتج المحلى الإجمالى وتطوير المحتوى المحلى. أهداف تتقاطع جميعها مع مستهدفات الإعلان عن يوم التأسيس الذى أضحى مناسبة وطنية عزيزة توضح مدى رسوخ وثبات مؤسسة الحكم ونظام الدولة فى السعودية لمدة زادت على ثلاثة قرون، واستمرار دورها فى خدمة القبلتين وضيوف الرحمن، والذى كان أولوية قصوى لأئمة وملوك الدولة السعودية وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. حيث العهد الذى يستحضر فيه السعوديون عظمة الماضى، ويفخرون بما يتحقق فى الحاضر، ويرون القفزة الهائلة التى تتحقق نحو المستقبل، بإعادة بناء دعائم وركائز الدولة السعودية وتقوية أركانها التى امتدت رياحها لكل المجالات.