يحتفل العالم في 2 فبراير من كل عام، باليوم العالمي للأراضي الرطبة، التي تعتبر من الأنظمة البيئية، فالماء هو العامل الأساس الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية المرتبطة بها، ويضم التعريف الواسع للأراضي الرطبة كلاً من المياه العذبة والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية، مثل البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية، والمستنقعات والأراضي العشبية الرطبة والواحات ومصاب الأنهار، ودلتا ومسطحات المد والجزر وأشجار المانغروف والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية، وكذلك مواقع الأنشطة البشرية من مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات وأحواض الملح. اقرأ ايضا: بعد تحقيقها أعلى عائد في تاريخها.. أهم العوامل التي أدت لنمو حجم الصادرات المصرية أهمية الأراضي الرطبة لها أهمية حيوية للبشر وللطبيعة، لما لها من دور كبير في النظام البيئي والمناخي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي، في تحقيق التنمية المستدامة. وتغطي الأراضي الرطبة 6 % فقط من سطح الأرض، و 40 % من النباتات والحيوانات تعيش وتتكاثر في الأراضي الرطبة، لذلك التنوع البيولوجي للأراضي الرطبة مهم لصحة الإنسان وإمداده بالغذاء. كما تعد الأراضي الرطبة حلاً طبيعيًا للتهديد العالمي لتغير المناخ الذي أصبح من محددات العصر الحديث، لامتصاص ثاني أكسيد الكربون، لذا تساعد على إبطاء الاحتباس الحراري وتقليل التلوث، لذلك يُطلق عليها "كلى الأرض"، حيث تخزن ضعف كمية الكربون التي تخزنها جميع غابات العالم، وعند تجفيف الأراضي الرطبة وتدميرها، يتولد منها كميات هائلة من الكربون. وتساعد الأراضي الرطبة في تكوين حاجزًا ضد تأثيرات الفيضانات والجفاف والأعاصير وأمواج تسونامي، فضلا عن أنها تعزز المرونة في مواجهة تغير المناخ . الأراضى الرطبة في مصر: هناك عدة مناطق أراضى رطبة كبيرة في مصر، منها، نهر النيل، وبحيرة ناصر، والبحيرات الشمالية، والبحيرات المرة، ووادي النطرون، وبحيرة قارون، ووادي الريان بالإضافة إلى الكثير من الأراضي الرطبة الأصغر المتناثرة عبر دلتا النيل وواديه، وفى الواحات التي تقع في الصحراء الغربية، حيث تمثل الواحات المصدر الوحيد للمياه في الصحراء الغربية حيث تتمثل المناطق الأساسية منها في المغرة، وسيوة، ووادي الريان، والبحرية، والفرافرة، الداخلة، والخارجة، وكركر ودنجل، بالإضافة إلى ست من البحيرات الشاطئية الكبيرة على البحر المتوسط وهى: البردويل، وبورفؤاد (الملاحة)، والمنزلة، والبرلس، وإدكو، ومريوط. وتشمل البيئات الساحلية وبيئات الأراضي الرطبة في البحر الأحمر المستنقعات الطينية، والشعاب المرجانية، وبيئات المانجروف، والجزر البحرية. المخاطر التي تواجهها الأراضي الرطبة الكثير من التهديدات تواجها الأراضى الرطبة، أهمها عمليات التجفيف لصالح مشروعات استصلاح الأراضى، ومشروعات التوسع العمراني، مثال على ذلك، تقلص مساحة بحيرة البرلس من 136 ألف فدان عام 1953 إلى 101 ألف فدان عام 2000 ، أي أنها فقدت أكثر من ثلث مساحتها، حيث أدي التوسع الزراعي إلي زيادة حجم مياه الصرف الزراعي التي تصب في البحيرة حتى ملأها ولم يعد بها حيز لمياه البحر المالحة، وهذا يعني فقد البيئة المياه المالحة وتنوعها البيولوجي، وأصبحت مياه الصرف الزراعي مختلطة بمياه الصرف الصحي من المدن والقرى المنتشرة وكذلك مياه الصرف الصناعي. كل هذا يحمل إلى البحيرة الملوثات التي تؤثر على البيئة والكائنات ويقلل من الخدمات والموارد التي تتيحها البحيرة للمجتمعات المعتمدة عليها. كذلك تتعرض الأراضى الرطبة لتهديدات تتصل بظواهر طبيعية منها عمليات الترسيب والإطماء، وزحف الرمال فى مواقع الصحراء والواحات، يضاف إلى ذلك ما يهدد بحيرات الشمال من نحر الشواطئ، الذى يقلص الحواجز الضيقة التي تفصل كل بحيرة عن البحر، الأمر الذى يمكن أيضاً أن يحولها إلى خلجان بحرية، بالإضافة إلى تأثيرات توابع تغيرات المناخ وارتفاع منسوب سطح البحر مما يهدد بغرق البحيرات وتخومها.