يشكو أهالى القرية الثالثة بمركز يوسف الصديق بالفيوم من عدم حصول القرية على حقوقها الخدمية فى إطار مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصرى عقب اختيار المركز ضمن المراكز التى سوف يشملها التطوير بمبادرة حياة كريمة، بالرغم من أن القرية تعتبر من القرى ذات الكثافة السكانية المرتفعة باعتبارها المتنفس الوحيد، حيث تقع القرية وسط ظهير صحراوى ممتد العمران، وبالرغم من ذلك، فإن القرية ما زالت محرومة من الخدمات وأهمها عدم وجود الصرف الصحى بالقرية، ما حولها إلى برك ومستنقعات مليئة بالحشرات وتسبب فى إصابة أبناء القرية بالعديد من الأمراض المعدية وتسبب فى تصدع وانهيار المنازل وعندما قام عدد من الجمعيات الخيرية بإعادة تأهيل منازل محدودى الدخل بالقرية غمرتها المياه مرة أخرى وهجرها الأهالى بعيداً عن مياه الصرف الصحى فى انتظار تدخل المسئولين لإنقاذ القرية من كارثة المياه الملوثة والمتراكمة فى كافة الشوارع والمنازل. وتحولت شوارع القرية إلى برك ومستنقعات مليئة بالبعوض والحشرات، ما تسبب فى إصابة الأهالى بالأمراض والأوبئة وظهور العديد من المشاكل التى حولت حياتهم إلى جحيم فى ظل وعود وقرارات حبيسة الأدراج ولا يتم تنفيذها على أرض الواقع ويوماً بعد يوم تزداد المعاناة دون حل للمشكلة التى تسببت فى إعاقة وصول الطلاب إلى المدارس بسبب غرق الشوارع، مع طبيعة الأرض بالقرية التى ترتفع فيها نسبة الملوحة ما يصعب معها السير على الأقدام، أو استخدام المركبات داخل الشوارع. وبسبب عدم تغطية القرية بخدمة الصرف الصحى، اضطر الاهالى إلى إنشاء الخزانات البدائية، ويقوم الأهالى بكسح المياه بالجهود الذاتية باستخدام جرارات الكسح ولكن دون جدوى بسبب طبيعة الأرض الجبلية، وكميات مياه الصرف الهائلة المتسربة من خزانات الصرف البدائية الخاصة بالمنازل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكسح ووصل سعر النقلة الواحدة إلى 80 جنيهاً وغالبية أهالى القرية من العاملين بالأجر اليومى والبسطاء وغير قادرين على تحمل تكاليف كسح الخزانات. فى البداية، يقول حميدة القذافى من أبناء القرية الثالثة، إنه تم عمل الرفع المساحى ومعاينة موقع محطة الرفع وتبرع الأهالى للوحدة المحلية بقطعة الأرض المطلوبة لإنشاء المحطة ضمن منحة بنك إعادة الإعمار الأوروبى، ولكن فوجئنا بأن هذه المنحة سوف يتم تحويلها من مركز يوسف الصديق، بسبب دخول المركز ضمن مبادرة حياة كريمة، وبالفعل تم إدراج القرى المجاورة ضمن مبادرة حياة كريمة، وبدأت أعمال الحفر فى بعض القرى، وأضاف أن القرية تتميز بموقع سياحى بمنطقة وادى الريان، يشابه إلى حد كبير قرية تونس، وما زلنا حتى الآن ننتظر ضم القرية إلى القرى التى سوف تشملها خدمة الصرف الصحى. ويقول محمد على رزق من أهالى القرية إن الكارثة الأكبر تتمثل فى أن مياه الصرف الصحى أصبحت المصدر الوحيد لرى الأراضى الزراعية بعد انخفاض منسوب مياه الرى بالترع والتى يتم إلقاء مياه الصرف من جرارات الكسح بها وتسببت فى أمراض عديدة للفلاحين، بالإضافة إلى فساد المحاصيل التى يتم زراعتها وبيعها للمواطنين وهى يتم ريها بمياه المجارى المسببة للأمراض والأوبئة. ونطالب الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، بالتدخل وسرعة تنفيذ مشروع الصرف الصحى للقرية فى إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة، كما وعد بأن كافة قرى المركز سوف يتم تغطيتها بخدمة الصرف الصحى.