أقر عدد من الإعلاميين بوجود قصور كبير في التغطية الإعلامية لمحافظات الصعيد على مستوى الإعلام الخاص والحكومي، مما دعا البعض للقول بأن القنوات الفضائية أسقطت صعيد مصر من خريطة التغطية الإعلامية الخبرية، وهو ما أوجد شعورا لدى أهالى الصعيد بتجاهل الإعلام لهم ولقضاياهم، والتركيز فقط على العاصمة (القاهرة). سامح رجائي رئيس قناة النيل للأخبار أكد أن الصعيد لا يأخذ حقه في التغطية الإعلامية حاليا والسبب في ذلك يعود إلى الأحداث الجارية التي تطغى على الساحة في القاهرة والمحافظات الساحلية، مؤكدا أن علاج ذلك يتمثل في قيام القنوات الإقليمية بلعب دورها أكثر من أي قناة أخرى لأنها قادرة على إبراز مشاكل محافظات الصعيد. وأضاف رجائي :"لا توجد تغطية إعلامية في الصعيد، لأنه تقابلنا مشكلة بعد المسافات وقلة التجهيزات ، وتوفير ذلك يتطلب تكلفة مادية عالية، وهو ما يصعب توفيره في الوقت الحالي، ونحن في الإعلام الحكومي نعمل على تبادل المادة الإعلامية مع القنوات الإقيلمية، إضافة إلى أننا نبحث عن آلية للتعاون مع المراسلين في المحافظات وكيفية تجهيزهم ومعاملتهم ماديا". وردا على سؤال بشأن الإعلام الخاص وامكانية أن يلعب دروا في توفير التغطية الإعلامية الخبرية لمحافظات الصعيد.. أجاب رجائي قائلا:" كل قناة لها سياستها التحريرية والإعلام الخاص له أهداف وبرامج وتغطية معينة للاحداث بينما إعلام الدولة معني بكل شىء ويعالج كل الأمور التي تمس القضايا العامة" وأوضح سامح رجائي رئيس قناة النيل للأخبار أنهم يجهزون حاليا خطة لمعالجة القصور في التغطية الإعلامية لمحافظات الصعيد تتمثل في إعداد شبكة مراسلين ومنحهم الامكانيات اللوجستية من معدات وتقنيات ووضع لوائح للتعامل معهم ماديا لتوفير غطاء مالي يوفر لهؤلاء المراسلين حياة كريمة تساعدهم على إنجاز عملهم وتسليط الضوء على أماكن لا يعرفها المشاهد المصري ونقل صورة الحياة التي يعيشونها والمعاناة عندهم فضلا عن نقل صورة عن الأماكن السياحية والطبيعية بشكل يجذب اليها رجال الأعمال لإقامة منشآت صناعية في المناطق النائية المحرومة. وأضاف رجائي أن الأحداث الجارية من مظاهرات وقطع طرق واعتصامات فئوية تجعلني أركز على هذا حاليا، وتأجيل خطة النهوض بالتغطية الإعلامية في محافظات الصعيد. من جانبه .. يرى الدكتور عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن أهم أسباب عدم الاهتمام بالتغطية الإعلامية لمحافظات الصعيد، تعود إلى تركيز القنوات الفضائية على أماكن الأحداث الملتهبة، وربما الصعيد لا يمثل ذلك قياسا بمحافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد. وأضاف رضا أن الصعيد ظلم كثيرا في التغطية الإعلامية، نظرا لقلة عدد مكاتب القنوات الفضائية هناك، رغم أن محافظات الصعيد تعد أرضا خصبة لإعداد تقارير تليفزيونية مبهرة، عن المجالات الثقافية والإبداعية والفلكلورية والصناعات اليدوية في هذه المحافظات، وهو ما لا يتوفر في المحافظات الآخرى . وشدد رضا على ضرورة الاهتمام بمحافظات الصعيد من قبل وسائل الإعلام الخاصة والحكومية ، نظرا للأهمية القصوى التى يمثلها صعيد مصر من حيث تراثه وآثاره وعراقته وحضارته ، بما يفتح الباب لجذب السائحين من جديد إلى مصر .. مشيرا إلى القنوات التليفزيونية الإقليمية مثل القناة "السابعة" التي تغطي محافظات المنيا وبني سويف وأسيوط ، والقناة "الثامنة" لمحافظات سوهاج وقنا وأسوان ، تعاني من ضعف الإمكانيات الفنية والمعدات وبالتالي انخفاض نسب المشاهدة. من جانبها أقرت الإعلامية هالة فهمي بأن الصعيد لا يأخذ حقه نهائيا في التغطية الإعلامية ، وقالت :"من المفترض أن تقوم القنوات المحلية بدورها في تغطية أحداث محافظات الصعيد ، إعلام الشعب هو المقصر ، بينما الإعلام الخاص لا ألومه لأن له سياسة تحريرية خاصة وهو إعلام خاص يتبع صاحب القناة وكلهم أصحاب رؤوس أموال " . وأضافت هالة "لا يمكن محاسبة الإعلام الخاص لكن يمكن محاسبة إعلام الشعب لأنه يحصل على فلوسه من الشعب وهو المنوط به تقديم الخدمة الإعلامية لأن إعلام الشعب خدمي.. بينما الإعلام الخاص يسعى للربح وما يكسب به يقدمه للجمهور". وأشارت إلى منعها في عهد النظام السابق من التصوير في منطقة السد العالي في محافظة أسوان بحجة عدم وجود تصريح لهذا المكان بالتحديد في حين تكون هذه الاماكن مفتوحة للاعلام الأجنبي .. وقالت "مصر في عهد النظام السابق كانت مشاع لكل من هب ودب إلا على أهلها". من ناحيته .. قال الإعلامي حجاج سلامة مراسل تليفزيون "الحياة" في الأقصر إن الصعيد مهمش تماما في الفضائيات ووسائل الإعلام المصرية المختلفة سواء الحكومية أو الخاصة ولا يظهر الصعيد بالشكل اللائق في تلك الفضائيات إلا في حالة وقوع كوارث ، لإن الاهتمام منصب على القاهرة ومحافظات الوجه البحري فقط . وأضاف سلامة : " لا توجد كاميرات ثابتة أو بث مباشر لأي قناة مصرية سواء كانت خاصة أو حكومية في محافظات الصعيد ، إلا عندما تقع كارثة حينها تهرول هذه القنوات للنقل مثل ما حدث مع كارثة البالون الطائر مؤخرا في الإقصر " .. مشيرا إلى أن واقعة مثل إغلاق المناطق الآثرية في غرب الأقصر بسبب المظاهرات الفئوية والتي تحدث لأول مرة فى التاريخ لم تحظ بأي تغطية لأي قناة واقتصرت على المداخلات الهاتفية فقط .