قال هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان الأمريكية، إن إثيوبيا لم تشارك أى بيانات عن سد النهضة مع دولتى المصب، وأضاف أنه لم تكن هناك معلومات كافية عن السد ولا توجد بيانات واضحة عن أمانه. وأشار العسكرى إلى أن الدراسة التى تم إجراؤها على السد تدرس بعض الحركات الأرضية الرأسية فيه وكذلك الإزاحة فى الشكل العمودى، كما أنها «تقيس التأثيرات على مستوى السد الخرسانى والركامى». وقال إن «سعة السد الخرسانى الأساسية تصل إلى 18,5 مليار متر مكعب، ووجود السد الركامى يؤدى إلى زيادة سعة التخزين إلى 74 مليار متر مكعب مياه تملأ على سنوات عدة». وذكر أن الدراسة أفادت بوجود نوع من الهبوط الأرضى بالجانبين الشرقى والغربى للسد الخرسانى، منوهاً بأن الجانبين كانا يهبطان بمعدلات غير متساوية، مع بدء الملء الأول للسد. ونوه بأن السد الركامى موجود داخل منطقة بها فوالق أرضية، كما أن: «إثيوبيا الدولة رقم واحد فى إفريقيا فى حجم النشاط الزلزالى والبركانى، ووجود أجسام مائية ضخمة يؤدى إلى ضغوط على القشرة الأرضية الأمر الذى يسفر عن عمليات انزلاق أسرع». واستعرض العسكرى المخاطر المحيطة بسد النهضة الإثيوبى نتيجة تباين هبوط القشرة الأرضية أسفل جسد السد، وقال خلال كلمته بالجلسة العامة الخامسة فى أسبوع القاهرة الرابع للمياه، إن فريقاً بحثياً يضم الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، أخرج دراسة مهمة عن استخدام تكنولوجيا الرادار عبر الأقمار الاصطناعية فى دراسة رصد تحرك القشرة الأرضية رأسياً أو أفقياً فى منطقة تشييد سد النهضة. وأشار إلى أن مشروع سد النهضة يتكون من إنشاءين الأول هو جسم السد الخرسانى والآخر صخرى والمعروف بسد السرج الذى رفع من قدرة التخزين خلف السد الخرسانى بشكل كبير، وقد يكون خطيراً جداً على القشرة الأرضية فى تلك المنطقة التى تحيط بها مناطق تعانى تشققات وتصدعات أرضية. ولفت إلى أن استخدام الأشعة المدارية المخلقة تمكنت من إمدادنا بمعلومات كثيرة ومختلفة عن تباين فى معدلات هبوط وارتفاع الأرض فى منطقة إنشاء سد النهضة فى الفترة من 2017 حتى 2021. وتابع: «هناك اختلاف واضح فى ارتفاع الأرض بين القطاع الشرقى والغربى للسد، ووجود اختلاف فى الخصائص الجيولوجية فى منطقة تشييد السد، إلى جانب وجود مناطق ضعيفة أسفل البناء الحالى للسد». وعرض «العسكرى» خلال الجلسة صوراً للأقمار الاصطناعية ترصد هبوطاً رأسياً مستمراً فى إحدى نقاط سد النهضة، بالتزامن مع الملء الأول، وهو ما دلل عليه ظهور موجات من المياه عند حافة الجسد الخرسانى لسد النهضة ورصدت الأشعة المدارية اختلاف فى حركة المياه عند تلك المنطقة. كما أشار إلى أن نتائج الدراسة تعنى فقط بحالة الأرض وحركتها أسفل جسد سدى النهضة والسرج ولا تتطرق إلى الإنشاءات الهندسية التى لا تتناولها الدراسة ولا يتخصص فيها القائمون عليها. ورصدت الدراسة تلوث المياه فى بحيرة سد النهضة بسبب الغطاء الأخضر وهو ما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية عبر الأشعة المدارية التى لديها قدرة كبيرة على اختراق الأرض وإمدادنا بنتائج متنوعة ومختلفة.