قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية:" إن هناك مخاوف متزايدة ونزاعات أمريكية داخلية بشأن استمرار المساعدات العسكرية لمصر التي تعاني من حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، ومدى تأثير تلك المساعدات على أمن إسرائيل، خاصة مع صعود جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى الحكم". وأوضحت الصحيفة أنه مع ازدياد الشعور بالقلق إزاء عدم الاستقرار في مصر وتصاعد أزمة الميزانية الأمريكية، فإن المشرعين الأمريكيين يتحدون استمرارية المعونة الأمريكية التي تتلقاها مصر سنويا، وتبلغ قيمتها 1,3 مليار دولار، والتي تضم معظمها مساعدات عسكرية. ويرى المشرعون الأمريكيون أن معونة واشنطن التي تضم أساطيل كبيرة من دبابات (M1A1) ومقاتلا (F-16) قد تأتي بنتائج عكسية؛ نظرًا لعدم القدرة على التنبؤ بما تخطط له الحكومة المصرية التي يهمن عليها الإسلاميون وعلاقتها المشحونة والمضطربة بإسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن حزمة المساعدات المثيرة للجدل ستكون على رأس قائمة أعمال وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" خلال زيارته الجارية لمصر، مشيرة إلى أن فك الارتباط مع مصر ستكون خطوة "خاطئة" ولكن "كيري" يتعهد بإعادة النظر في السياسة المتبعة بين مصر وأمريكا في سياق سياسي مختلف. وذكرت الصحيفة أن نقاد مصر في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأمريكيين قدما هذا العام مشاريع تهدف إلى وقف المعونة أو على الأقل إنهاء إمداد مصر بالشحنات العسكرية الضخمة، ولكن تلك المشاريع لم تحظى بدعم كاف داخل أروقة واشنطن. ومن جانبه، قال "فيرن بوكانان" النائب الأمريكي الذي عرض مشاريع لوقف المعونة الأمريكية لمصر "لماذا نمد مصر بمليارات الدولارات، في حين أننا لا نعتبرهم أصدقاء لأمريكا... ونحن الآن غارقين في بحر من الديون، فلماذا نفق هذه الأموال على هذا الجزء من العالم." وأضاف أحد النواب الأمريكيين "الجيش المصري صديقنا... لكن الرئيس المصري "محمد مرسي" عدونا، ونكره أن نرى تلك الأسلحة تستخدم ضد إسرائيل، الحليف الأقوى لواشنطن في المنطقة." وأشارت الصحيفة إلى أن مصر وإسرائيل أكبر المتلقين للمساعادات الامريكية منذ عام 1979، عندما توسط واشنطن في اتفاق السلام التاريخي بين البلدين. وانتهت الصحيفة قائلة:" إن ضمان أن القاهرة ما زالت ملتزمة بمعاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، رغم أنها لا تحظى بدعم شعبي مصري، هو حافز إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بمواصلة المساعدات."