أؤيد بشدة قرار أبطال مصر الذين حققوا ميداليات في الدورات الأوليمبية بالاعتصام أمام وزارة الرياضة، اعتراضاً علي إلغاء العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة المعاش الشهري الذي كان يصرفه الرياضيون الأبطال أصحاب الميداليات الأوليمبية من الأسوياء والمعاقين. قرار في منتهي الغرابة والاستفزاز، ويجب أن يعيد الوزير النظر فيه ويتراجع عنه، لأن هؤلاء الأبطال عملة نادرة يجدون الاحترام والتكريم في العالم كله ولا يجدون في مصر إلا التجاهل والمهانة! وزير الرياضة يعلم تماماً أهمية الحافز بالنسبة للرياضي، خاصة الذي وصل إلي المستوي الأوليمبي ويدرك الجهد والتضحيات الذي يبذلها البطل حتي يحقق ميدالية أوليمبية ويرفع علم مصر ويعزف السلام الجمهوري في لحظات لا تقدر بمال، ولكن يبدو أن التوجه الجديد لا يضع في اعتباراته أهمية تحقيق بطولة ولا تعنيه الأبطال. حكايات عديدة لو سمعها وزير الرياضة من هؤلاء الأبطال الذين يستحقون الذهب، لما اتخذ هذا القرار المشئوم الذي يعد بحق بداية لانهيار الرياضة في مصر التي انهار فيها الكثير في الفترة الأخيرة، بعضهم يعيش علي ما يحصل عليه من هذا المعاش، وكثير منهم يعتبره ضمانة لحياة شبه كريمة بعد الاعتزال، وتأكيداً علي أن الدولة لم تنسهم وتقدر الجهد الذي بذلوه حتي حققوا الميداليات. وإذا تم تنفيذ هذا القرار لن يحقق أي مصري ميدالية في أي دورة أوليمبية مقبلة، والأفضل أن يبدأ وزير الرياضة بالترشيد من بنود أخري كثيرة يعلمها تماماً داخل وخارج الوزارة بدلاً من أن يجور علي حق هؤلاء الأبطال الذين يحصل من حقق ميدالية ذهبية منهم علي 3 آلاف جنيه، و2000 للفضية، و1000 للبرونزية، أما المعاقون 500 و750 و1000، فهل يري الوزير أن هذه المبالغ كبيرة لدرجة إلغاء موافقة رئيس المجلس القومي للرياضة السابق عليها. القرار يؤكد أننا نسير في الاتجاه الخطأ، وأن الرياضة لن تقوم لها قائمة، وأن العالم المتقدم الذي نتحدث عنه لن نقترب منه أبداً، وأن كلمة «بطل» يجب أن تمحي من قاموس اللغة العربية لأننا سننساها بمرور الوقت. من حق هؤلاء الأبطال أن يعتصموا ويتمسكوا بأبسط حقوقهم في حياة شبه كريمة، ومعاش شهري يرد لهم بعض الجميل ويؤكد لهم أن الجهد الذي بذلوه يجد تقديراً من مصر.