يسأل الكثير من الناس لماذا نرى فى القرآن الكريم تقديم الجن على الإنس . هل هم أفضل من الإنس ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال كما قرر العلماء : العطف بالواو لا يقتض ترتيبا ولا تعقيبا، فالكل مخلوقون لله ومخاطبون بالشريعة وسيحاسبون أمام الله ، وهم مشتركون فى هذه الأمور وفى غيرها ، ولعل تقديم الجن على الإنس راجع إلى أن الجن كانوا موجودين قبل خلق آدم . فلما خلقه الله أمر الملائكة بالسجود له ، وكان معهم إبليس وقال بعض العلماء : لعل التقديم بسبب أن الجن تشمل الملائكة بجامع الاستتار فى كل ، وفى ذلك يقول الله تعالى عن الكفار {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} الصافات : 158 ، حيث قالوا : إن الملائكة بنات الله قال الأعشى : وسخر من جن الملائك سبعة * قياما لديه يعملون بلا أجر فأما قوله تعالى{لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } الرحمن : 74 . وقوله : {لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } الرحمن : 36 ، وقوله {وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا} الجن : 5 ، فإن لفظ الجن ها هنا لا يتناول الملائكة بحال ، وذلك لنزاهتهم عن العيوب ، وأنه لا يتوهم عليهم الكذب ولا سائر الذنوب ، فلما لم يتناولهم عموم اللفظ لهذه القرينة بدأ لفظ الإنس لفضلهم وكمالهم "آكام المرجان للشبلى ص 7".