كأن مصر ناقصة الجراد.. إذ فيها من الجراد من يأكل الأخضر واليابس.. بل يكاد لا يترك شيئاً ليأكله أى مواطن مصرى.. فكل شىء فى مصر معرض للدمار. وللأسف من المصريين من يرى أنه إذا لم يحصل على أى شىء الآن.. فلن يحصل على أى شىء فى المستقبل.. وهذه هى كارثة حقيقية.. ولكن بعيداً عن الجراد البشرى الذى يتمثل فى بعض التنظيمات السياسية.. أو تدعى الغيرة على شعب مصر.. من المتلهفين على مقاعد السلطان.. هناك جراد آخر يهدد مصر.. وهو جراد ينقض عليها من السماء ليلتهم كل شىء أخضر.. خصوصاً ومصر تحيط بها مناطق جرداء تتكون فيها هذه الأسراب، وتنظم نفسها.. لتغزو أرضنا الخضراء.. أى لتنافسنا فيما نأكل.. والكارثة أنه إذا هبط أرضاً خضراء لايترك عليها أى عمود أخضر.. وهذا الجراد «المحيط بمصر» ليس فقط جراداً حشرياً.. بل فيه كثير من الجراد البشرى الذى يحلم أن ينزل بأرض مصر، لينعم ببقولها وعدسها وفومها، وهم كثير فى الشرق والغرب.. والجنوب!! وللأسف كما ينقض علينا الجراد.. ينقض علينا السلاح، بل وأحدث الأسلحة..وأيضاً من أجل بقول مصر وعدسها وفومها.. وبصلها أيضاً.. وهكذا مصر من آلاف السنين. وعودة إلى الجراد الأخضر، أو البنى، تتعرض حدودنا وتخومنا هذه الأيام إلى هجمات من يرقات الجراد.. إذ كمن فيها وحول حدودنا أسراب من الجراد ثم وضعت بويضاتها فتحولت إلى يرقات.. سرعان ما يكتمل نموها لتتحول إلى أكثر الحشرات شراسة.. وتسببت السيول التى غطت مساحات كبيرة من حدودنا فى نمو الحشائش وغيرها وهى مائدة طبيعية تجذب اليرقات.. بل والجراد المكتمل النمو، فماذا نفعل؟ هناك فى المناطق المحيطة بمرسى علم فى المثلث الشهير حلايب وأبورماد وشلاتين تنشط الآن هذه اليرقات..ولكن هل استعدت فرق المقاومة التابعة لوزارة الزراعة.. لمواجهة هذا الغزو.. وهل تملك فرق المقاومة ما يكفى من مبيدات ومعدات وسيارات تنطلق قبل شروق الشمس لتنشر المبيدات بينما اليرقات والجراد نائم فوق الأرض وعلى الأغصان فتقضى عليها جميعاً..قبل أن تبدأ يومها للبحث عن إفطارها؟! هل استعدت الوزارة.. أم أن مصر المشغولة الآن بالكلام ولا شىء غير الكلام تترك الكارثة حتى تتم.. فيذهب طعامنا، طعاماً لهذا الجراد..من حقل قمح أو ذرة..أو حتى عيدان من البصل الأخضر.. أو تترك ما يجب أن نحافظ عليه طعاماً لقطعان صغيرة من الماعز والأغنام.. والأبقار والإبل، وهى أيضاً يعيش عليها أهلنا هناك. إن مواعيد غزو الجراد لبر مصر معروفة من آلاف السنين.. وهى تأتينا من شمال السودان، ومن اليمن وجنوب الجزيرة العربية بعد أن تعبر البحر الأحمر.. أو من ليبيا وتشاد من الغرب..المواعيد معروفة.. ووسائل الإبادة معروفة وتساهم فيها قوى محلية وإقليمية.. بل ومنظمات دولية.. فهل نزيد من قوة تحركنا لنواجه هذا الخطر.. أم أننا رفعنا الرايات البيضاء استسلاماً أمام أسراب الجراد.. تماماً كما رفعنا هذه الرايات استسلاماً أمام أسراب مهربى السلاح إلى داخل بلادنا. الخطر هو الخطر.. سواء كان جرادة صغيرة.. أم حتى مدفع جرينوف، أو مضاداً للطائرات أم صواريخ عابرة.. كلاهما خطر.. ونسأل هنا ماذا نفعل لو نجحنا فعلاً فى زراعة أرض شرق العوينات بالقمح والذرة.. وكذلك أراضى توشكى أو نجحنا بعد الاتفاق مع الأشقاء فى السودان فى زراعة أرض بالقمح حول مناطق الحدود.. والنبى خليكوا صاحيين.. هذا إذا كنتم فعلاً تحبون مصر!!