لا أظن أن أي مصري كان يتخيل ما حدث في مصر، خلال العامين الماضيين، أبداً لم يكن يطرأ على بال أحد أن تتحول مصر، وتصبح على ما أصبحت عليه، في فوضى وانقسام وكراهية متبادلة، وسواد حالك، وأحوال غاية في السوء والتردي! كنا بسذاجة نتخيل ونتمنى أن بلدنا سوف ينصلح حاله، وتتحقق له أحلام وأوهام الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كنا نظن واهمين أن الله سوف يرضى عن مصر، إذا اخترنا الناس الذين قالوا إنهم يعرفون ربنا، لكن لا ربنا رضى علينا، ولا هؤلاء الناس رضوا عنا، ولا نحن رضينا عنهم. أيام في منتهى الغرابة عاشها ومازال يعيشها المصريون، بداية من الفوضى والخوف الى انهيار أمني عجيب، ومحاولات مستميتة لإسقاط الشرطة في مصر، والاعتداء على القضاء والعدالة، وتهديد الاعلام، وإباحة دماء المعارضين! مصائب متتالية تهبط كل يوم على رأس هذا الشعب الغلبان، الذي تحولت أيامه الى نكد في نكد، حوادث قطارات متكررة تروى القضبان بدماء الأبرياء ومظاهرات يقتل فيها شباب مصري بلا جريمة، وجبل أحمر يجري فيه تعذيب وحشي. أما الذي زاد وغطى هو هذا الكذب وتلك الجرأة الى درجة الصفاقة، من شياطين ركبوا مقاليد البلد، ويريدون أن يحكموها ويحكمونا بطريقتهم الشيطانية، قالوا لنا استقرار فإذا بنا ننام ونقوم على الفوضى في كل مكان، قالوا لنا إنهم يحملون معهم الرخاء للشعب المصري، لكننا لم نشهد منهم ومعهم إلا الخراب. غالبية المصريين كرهوا الإخوان المسلمين، وكفروا بأقوالهم وتصرفاتهم، يكذبون على الناس عيني عينك، وأكاذيبهم مفضوحة وتصرفاتهم ممقوتة، كل يوم وكل ساعة نشهدهم يريدون تحويل الحق الى باطل، والباطل الى حق، المظاهرات عندهم حلوة ويشاركون فيها مادامت ستنتهي بوصولهم الى الحكم والتمكين، فإذا حكموا وتمكنوا فالمظاهرات مرفوضة، والمتظاهرون مخربون وأعداء الوطن! سرق الإخوان مصر، وفرضوا عليها دستوراً من صنع أيديهم، وزرعوا بالعافية وبلا كفاءة جنودهم وأعوانهم في كل مفاصل البلد، وزراء ومحافظون إخوان، لا يحكمون بما أنزل الله بل بما ينزل المرشد ويأمر الشاطر! ويسأل الناس بعضهم البعض في أسى: «وبعدين.. مصر على فين.. إيه اللي حايحصل بكره»! يسأل الناس لكن لا جواب يريح القلب ويطمئن النفس! وكلاب الإخوان تلهث وتنبح، وتكشر أنيابها وكأنها «سلعوة» متوحشة، حتى إن أحد هذه الكلاب، قال: إنه لو تدخل الجيش المصري لإنقاذ مصر من هذه الهاوية السوداء، فإنهم سيطلبون التدخل العسكري الأجنبي لمواجهة جيش مصر، نهار أبوك أسود.. إنت ومن معك ومن خلفك، جيش مصر هو مصر، جيش مصر حمى ثورة مصر، وسيحمي شعب مصر. وقالها مرشد سابق للإخوان بكل صفاقة: «طظ في مصر»، طظ فيك إنت وطظ في إخوانك. والله يلعنكم في كل كتاب! كرهناكم.. كرهناكم!