مهرجان برلين يحتفل بكلاسيكيات السينما العالمية من خلال أفلام «كباريه» لبوب فرس من عام 1972، و«أطلب ام للجريمة» «1954» لهتشكوك، و«علي رصيف لميناء» لإيليا كازان من عام 1954 أيضا، و«طالب من براغ» للمخرج الألماني هانز هاينز أيوارز من عام 1913 وهو فيلم صامت سيصاحبه أداء موسيقي للأوركسترا، و«قصة طوكيو» لياسوجيرو أوزو من عام 1953. فيلم المخرج الأمريكي بوب فوس الشهير life is a Cabaret كباريه 1972م والحائز علي جائزة الأوسكار عام 1973م، ويعد الفيلم الأشهر في تاريخ السينما الغنائية عالميا، بطولة النجمة الأمريكية «ليزا مينيللي» والذي تدور أحداثه في برلين عام 1931م وقت صعود النازي واضطهاده الشديد لليهود في ذلك الوقت، والأحداث تدور في كباريه الكيت كات، وكأنه صورة مصغرة للحياة خارجه بكل ما فيها من تناقضات، والبطولة لليزا مينيللي وتلعب دور إحدي نجمات الكبارية شخصية ذات مزاج متقلب، وكأنها غريبة الأطوار، بالرغم من أنها في حقيقة الأمر مجرد فتاة عاشقة للحياة ولا تأمل سوي في أن تصبح ممثلة مشهورة، ولكن هذا العشق للحياة والإقبال عليها يجعلها تخسر حبيبها في نهاية الأمر لتظل وحيدة بائسة ليس لها سوي الكباريه، الذي تغني فيه استعراضاتها، ولقد نجح بوب فوس إلي حد بعيد في الربط الفني بشكل جيد بين ما يدور داخل الكباريه من مساخر، وبين ما يدور في الحياة الخارجية الممثلة في المجتمع الألماني وقت صعود النازية، وكأن هذا المجتمع هو العالم كله، ومن ثم يرغب بوب فوس اختصاره في هذا المكان من خلال مونتاجه الذكي الذي نجح فيه كثيرا من خلال هذا الربط. وبطلة كباريه الحقيقية هي سالي باولز بطلة حكايات برلين لصاحبها المؤلف الإنجليزي «كريستوفر ابشروود» قدمها علي أنها فتاة إنجليزية غريبة الأطوار، ولكن السيناريو جعلها فتاة أمريكية، يكتشفها أحد الأشخاص، فتصبح نجمة ويشارك في البطولة جودي جارلاند «وفينسنت مينيللي» المخرج ذائع الصيت، وصاحب أكثر من ملهاة موسيقية ناجحة في تاريخ هوليوود. Dial M for Murder، فيلم للمخرج الكبير الفريد هيتشكوك، صور 1954 بتقنية الأبعاد الثلاثة «السينما المجسمة».. واتساقا مع الموجة الحالية التي تلقي رواجا كبيرا والتي أعادت الاعتبار الي هذا النوع من الأفلام، سيعرض فيلم هيتشكوك كما صور، أي بتقنيات عرض الأفلام المجسمة. أما فيلم «علي رصيف الميناء».. فيعتبره النقاد، من روائع السينما.. ووسيلة للتعبير لا يستغني عنها، وهي وحدها القادرة مازجا بين الرقة والقسوة في رواية الحدث، حين يكون هذا الحدث من صميم الحياة الواقعية، والفيلم قدم ولأول مرة قضية اجتماعية سياسية تتعلق بحياة العمال في ميناء نيويورك ومعاناتهم. وقصة الفيلم اعتمدت علي سلسلة تحقيقات نشرت في «نيويورك صن» للصحفي مالكولم جونسون «عن انتفاضة عمال الميناء ضد النقابات المافيوية التي تدير عملية تشغيلهم. لذلك الفيلم ينتمي من الناحية الفنية الي الواقعية الاجتماعية، وفي عام 1954 صور الفيلم بعد سلسلة التحقيقات الشهيرة التي قامت بها لجنة السيناتور جوزيف مكارثي «المكارثية» للتحقيق في النشاطات المعادية للولايات المتحدةالأمريكية، وتهمة الشيوعية لعدد من الفنانين في السينما والمسرح، وبعد الاعترافات التي قدمها البعض منهم. في البداية رفض مارلون براندو الاشتراك في الفيلم لان معظم المشاركين في الفيلم قدموا اعترافات علي رفاقهم أمام لجنة التحقيقات المكارثية. وكانت اعترافات ايليا كازان فضيحة، حيث قدم في عام 1952 اعترافات علي ثمانية من الفنانين الشيوعيين. أما «لي جي كوب» والذي لعب دور جوني فكان علي قائمة لجنة التحقيق، ولكنه رفض الاعتراف في البداية، لكنه تراجع بسبب التهديدات، ولكن براندو تراجع بعد إصرار «سام سبيجل» منتج الفيلم الذي اشترط تمويل الإنتاج، بمشاركة براندو. اشترك في عمل الفيلم عدد كبير من رواد ستوديو الممثل ومن العاملين في المسرح الواقعي في نيويوك وشارك مع مارلون براندو ولي جي كوب، كارل مالدن 1912 حصل الفيلم بعد عرضه عام 1954 علي ثماني جوائز أوسكار، منها كأحسن فيلم، وأخري الباكازان للإخراج وبراندو للتمثيل. يعد الفيلم انتصارا كبيرا لنشاط ستوديو الممثل وللواقعية في السينما الأمريكية، ولقواعد ستانسلافسكي في التمثيل. وقد عده البعض من الأفلام الأكثر روعة في تاريخ السينما. وتدور أحداثه عن جوني فراندلي والمحامي شارلي مالو بقتل أحد العمال الذين رفضوا الانصياع لها، وهدد بالكشف عن الجرائم التي ترتكبها إدارة النقابة ضد العمال.. استخدموا في عملية تنفيذ الاغتيال أخ المحامي شارلي مالو، تيري «مارلون براندو» وكان يجهل، ان القتل هو الغاية التي يراد تنفيذها.. يحمل تيري مالو في أعماقه القيم النبيلة، رغم مظاهر الفساد والقسوة والمهانة التي فرضت عليه. ولان أسلوب التعبيرية بدأ مبكرا في ألمانيا في عام 1913 مع فيلم «طالب من براغ» لذلك يقدم كأحد الكلاسيكيات، لان الفيلم بما حمله من تيمة قريبا جدا مما كان سائدا في حكايات المرحلة القوطية التي كثيرا ما تجسدت في نتاجات المسرح والفن والأدب التعبيري، حيث تلخصت بصعوبة تحديد الواقع ومعرفته أو صعوبة معرفة الناس لواقعها. فيلم «طالب من براغ» «1913» يحكي قصة طالب يحتل الشيطان صورته المنعكسة في المرآة وروحه أيضا، هذه القصة قدمت علي الشاشة عدة مرات. كذلك أسطورة فاوست التي صورت سينمائياً ثماني مرات في مرحلة السينما الصامتة، كان أشهرها فيلم الألماني مورنو في العام 1926، كما صورت مرات عديدة منذ أن نطقت السينما. وفاوست، حسب الحكاية المرعبة التي ظهرت في القرن السادس عشر، هو المنجّم الذي باع روحه الي الشيطان لقاء امتلاك قوي سحرية. أما فيلم «قصة طوكيو» ياسوجيرو عام 1953 للمخرج ياسوجيرو أوزو yasujiro Ozu وهو مخرج سينمائي ياباني، ولد في طوكيو ودرس فيها، والتحق بجامعة فاسيدا في طوكيو، لكنه تركها وهو في سن العشرين ليتفرغ لعمله السينمائي. وظل طوال عمره يعيش مع أمه ولم يتزوج قط. كانت الرغبة الشديدة في دخول عالم إخراج الأفلام السينمائية تراود أوزو منذ مطلع شبابه، وقد بدأ في عام 1923 يعمل مخرجاً مساعداً وكاتب «سيناريو» لدي شركة شوشيكو Shochiku Motion Picture اليابانية للأفلام السينمائية، قبل أن يصبح مخرجا للأفلام في عام 1927. وكان الفيلم التاريخي «سيف الكفارة Sword of Penance» أول فيلم من إخراجه.