التدبر فى القرآن الكريم من الأعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وسبب تسميتها بسورة الدخان للحديث فيها تهديد من أشرك بالله بالجوع والقحط في الزمن الماضي حتى أن الجائع يرى الدخان ما بينه وبين السماء لشدة الإرهاق، وكذلك تهديد للأجيال القادمة بظهور الدخان في السماء لمدة أربعين يومًا وهو علامة من علامات يوم القيامة، وورد سببٌ آخر لتسميتها بالدخان وهو ورود لفظ الدخان فيها على اعتباره أنّه من المعجزات والآيات التي أيّد الله بها نبيّه عليه السلام، وقال بعضهم إنّ لها اسمًا آخر وهو حم. لم يرِد سببٌ عام لنزول سورة الدخان في كتب أسباب النزول والتفسير، ولكن ورد أسباب نزولٍ لبعض آيات السورة، منها ما يأتي: سبب نزول آية: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين وقد ورد أنّ سبب نزول تلك الآية أنّ قريشًا أوغلت في كفرها ولم تعطِ لما يدعوه إليهم رسول الله أهميّة، فدعى عليهم رسول الله أن يصيبهم سنين قحطٍ كسنين القحط التي أصابت قوم يوسف عليه السلام، فحصل ذلك ووصلوا إلى مرحلةٍ يأكلون فيها العظام فأصبح الرجل منهم عندما ينظر إلى السماء فيبدو أن ما بينه وبين السماء كالدخانٍ وذلك لما يشعر به من التعب والجهد، فأنزل الله تلك الآية. سبب نزول آية: إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون بعد ما عانى المشركون من القحط والجوع، ذهب بعض الناس وطلبوا من رسول الله أن يطلب السقاية لمضر من الله تعالى، فاستسقى رسول الله لهم فسقاهم الله، ونزلت الآية السابقة وذلك لعلمه تعالى أنّهم عائدون لشركهم القديم بعد تحسّن حالهم، وفعلًا عادوا لِما كانوا عليه، فأنزل الله تعالى آية: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} والمقصود بالبطشة الكبرى غزوة بدر، وقد ورد في تفسير ابن كثير أنّ المقصود بالبطشة الكبرى يوم القيامة.