كعك العيد هو عادة تقليدية اعتاد شعوب العالم الإسلامي التجهيز لها منذ بداية النصف من شهر رمضان، استعدادًا ل عيد الفطر المبارك، وقد لا يعرف البعض أن كعك العيد يتم إعداده في مناسبات أخرى في الصعيد والأرياف، مثل الزواج، حيث يكون الكعك المنقوش والسكر المرشوش أعلاه أحد الأطعمة الأساسية للتعبير عن السعادة بمناسبة الزواج، ليفطر بها العروسين في الصباح ويتم توزيع بعض الكميات على الأهل والأقارب، لذلك في مصر والدول العربية يعتبرون الكعك أحد وسائل التعبير عن السعادة داخل البيوت العربية. قديما اعتادت النساء التجمع داخل بيت العائلة لصناعة الكعك يدويًا، حيث يجتمعن حول الأم ليعجن وآخريات يجهزن الحشو المكون من ملبن أو مكسرات أو تمر، وهناك من يقمن بنقش الكعك، داخل القوالب، ورصه على صاج ليقوم الأبناء بإرسالها للفرن لتسويتها. اقرأ أيضا : سيد يكشف ل( الوفد ) سر اختلاف طعم فول زمان عن وقتنا الحالي ولكن في مدن الصعيد يكون تسوية الكعك بالمنزل داخل الفرن الذي لا يخلو في بيوت الصعيد، بعد ذلك تأتي المرحلة الأخيرة وهي رش السكر فوق الكعك، وسط جو يملأه السعادة والبهجة استعدادًا لعيد الفطر، وقبل أيام من العيد يتهادى الجميع بطبق الكعك، وهناك طُرق أخرى للاستمتاع بالكعك مثل شراءه جاهزًا من المحال أو الأفران، التي وفرت كثيرًا على السيدات العاملات، التي لا تجد وقتًا لصناعة الكعك بالمنزل. ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي أحمد عبد العزيز، مالك أحد محال بيع الحلويات، في مدينة السلام بمحافظة القاهرة، قال ل"الوفد"، إن عرض الكعك والبسكويت والغريبة والبيتي فور، يبدأ قبل العيد بحوالي 10 أيام، بجوار الحلوى الأخرى مثل الكنافة والحلويات الشرقية، التي عليها إقبال في شهر رمضان، مشيرًا إلى أنه حتى الآن حلوى العيد الإقبال عليها ضعيف جدًا، متوقعًا أن يبدأ الزبائن في الشراء قبل العيد بأسبوع. وأوضح عبدالعزيز، أن الأسعار هذا العام أعلى من العام الماضي، بسبب ارتفاع المستلزمات، لافتا إلى أن الكعك والبسكويت أسعارهم 50 جنيهًا، والغريبة والبيتي فور ب 70 جنيه، بينما العام الماضي كانت اقل 20 جنيه في كل صنف. ولفت، إلى أنه لا غنى لدى الزبائن عن شراء احتياجات عيد الفطر، لأنها عادة اعتادوا عليها ولو بشراء كميات أقل بسبب ارتفاع الأسعار. طرق أخرى لإعداد الكعك ب"الفران" في أحد الأفران الخاصة ببيع المخبوزات والكنافة والقطائف، رصدت الوفد، عدد كبير من السيدات يقمن بحجز مواعيد استلام الكعك مع عمال الفرن. وقالت أم شيماء، أحد ربات البيوت، إنها اعتادت كل عام قبل عيد الفطر أن تذهب للفرن، بعد أن تقوم بشراء الدقيق والسمن البلدي وكل محتويات الكعك والبسكويت والغريبة والبيتي فور، لتبتسجيل بياناتها، وإعطاء عامل الفرن المحتويات ليخبزهم لصناعة الكعك، لافتة إلى أن ذلك يضمن لها جودة المخبوزات وأنهم مصنوعين من السمن البلدي والدقيق الفاخر الذي تختاره وتقوم بشرائهم. لصناعة كعك لذيذ لابد من "السمن البلدي" وأضافت أم شيماء، أنها تُفضل هذا الأمر عن شراء الكعك والبسكويت جاهزًا، موضحة، أن كل ما يباع جاهزًا لا يتم إعداد بالطريقة التي تناسب بعض السيدات ولا يتم إعداده بالسمن البلدي الذي تفضله، بل يتم صناعتهم بزيوت أو سمن ممزوج بزيوت، وبدقيق ليس جيدًا بما يكفي. وأكدت، أن هذا الأمر دائمًا يُكلفها مالًا أكثر ولكنه أمر اعتادت عليه فهو يحدث مرة كل عام لذلك تعطي الكعك حقه في التكاليف، متابعة "هذا العام قررت أن اعد كميات أقل من الكعك مقارنة بالعام الماضي نظرًا لارتفاع أسعار خامات صناعة الكعك من سمن بلدي ودقيق فاخر بالإضافة لباقي المستلزمات". وأشارت إلى أنها قديمًا كانت تصنع الكعك في المنزل بنفسها وترسل الصاج مع أبنائها إلى الفرن لتسويته، ولكنها أصبحت غير قادرة على العجن والنقش، لذلك الفرن يقوم بهذه الوظيفة بدلا منها، وفي نفس الوقت تعطي لعمال الفرن جميع مستلزمات التي تستخدمها لصنع كعك مثالي لا يختلف عن الذي تعده في البيت، فضلًا عن دفع تكلفة تسوية الكعك والعجن.