ننأى بوزير داخلية مصر أن يتحول إلى كرباج فى يد الجماعة يلهب ظهور المصريين، وننأى بجيش مصر أن يتورط فى قمع الشعب، جماعة الإخوان تحاول استثمار أحداث العنف التى تقع فى كل مكان احتجاجاً على فشل حكمها، لوضع الجيش والشرطة فى مواجهة مع الشعب، لتتمكن بعد إحداث الوقيعة من كسر المؤسستين «الشرطة والجيش»، وإقامة حرسها الثورى وميليشياتها التى تدافع بهما عن مصالحها وبقائها فى السلطة. يوم الأحد الماضى اجتمع مكتب الإرشاد وفى مساء نفس اليوم ألقى الرئيس مرسى بيانه الذى استخدم فيه أصبعه فى التهديد والوعيد للشعب بأنه سيتخذ اجراءات أشد من فرض الطوارئ إذا لزم الأمر، وأنه أصدر أوامره إلى وزير الداخلية باستخدام القوة بكل حسم وحزم، ثم نزل الجيش فى مدن القناة للإشراف على تنفيذ حالة الطوارئ، وحظر التجوال،بعد منحه الضبطية القضائية التى تعرضه للاحتكاك بالمواطنين فى عملية القبض والإحالة للنيابة، واستخدام العنف إذا لزم ذلك.. هذه مقدمة لصراع داخلى، يضع الشعب فى مواجهة مع جيشه هدفها القضاء علي حالة التعاطف التى نشأت بينهما مع قيام ثورة «25 يناير» عندما انحاز الجيش إلى الشعب، وهتف الجميع: الجيش والشعب إيد واحدة، فى الوقت الذى تورطت فيه قيادات شرطية على رأسها حبيب العادلى وزير داخلية نظام مبارك فى إصدار التعليمات لتصفية المتظاهرين، ونال العادلى عقابه، ونرفض حالياً أن يأتى وزير داخلية يقدم دماء المصريين «قرابين» للوصول إلى المنصب أو الاستمرار فيه، ونطالب بأن تتسع مساحة حضن التعاطف مع مطالب الشعب الذى يحلم بدولة مدنية.. دولة قانون. وأن تعود مصر إلى ريادتها، وأن يصبح الشعار الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة، ضد محاولات زرع الفتنة والتآمر وتوظيف العنف التى يرعاها الإخوان. الجماعة وجدت أن القمع هو الأسلوب الوحيد الذى يضمن لها البقاء فى السلطة، ووظفت أحداث العنف فى إعلان حالة الطوارئ فى مدن القناة، تمهيداً لفرضها بشكل عام فى جميع المحافظات إذا لزم الأمر، وتجاهلت الجماعة حالة التناقض التى وقعت فيها عندما كانت ترفض تمسك النظام السابق بحكم الطوارئ، وقال مرسى فى ذلك الوقت، ان الشعب بلغ سن الرشد، ويستحق أن يعطى حريته كاملة، وأن يستشار، وأضاف: وأحط تحت كلمة حرية كاملة، عدة خطوط، كما قال «الكتاتنى» رئيس حزب الإخوان عندما كان رئيساً للبرلمان المنحل أثناء إلغاء حالة الطوارئ: إننا نطوى صفحة من صفحات الاستبداد والحكم الاستثنائى وتقييد الحريات والعصف بالحقوق الأساسية للمواطن، يعنى كانت الطوارئ حاجة «وحشة» فى السابق؟!. أثبت مرسى أنه رئيس يعلن انحيازه ل«الجماعة»، ودفع مؤسسة الرئاسة إلى القيام بممارسات لا تليق بها، وأدت سياسات مرسى المنحازة لأهله وعشيرته إلى استفحال العنف فى الشارع، وأصبحت الناس تموت بدون سبب. وتضرب بالقنابل، وهى تشيع جنازات قتلاها، ويفرض «مرسى» حالة الطوارئ للحفاظ على السلطة، فى الوقت الذى كان يفترض عليه إعلان مسئوليته عن دماء المصريين التى سالت فى مظاهرات الاحتجاج على حكمه غير الرشيد، وعلى الإدارة الفاشلة التى دفعت الرئيس إلى التعامل غير المسئول مع الأزمة.