تضمّنت سورة البلد جزءًا من المواضيعِ التي تعالجُها السور المكيّة كأصول العقيدة الإسلامية والبعث والحساب والجزاء والتمييز فيها بين المتقين المؤمنين والكفار الفجّار، كما تناولت السورة عددًا من المواضيع منها: تكريم النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- من خلال القسم بالبلد -والمقصود بالبلد مكّة موطن الرسول- مع الإيماءة إلى مَن سكن مكة من الأنبياء السابقين والقبائل العربيّة ممّن اعتنقوا الحنفيّة، وفي هذا القسم إيماءةٌ للمشركين بأنّ إيذاء الرسول من أعظم الكبائر عند الله. ذِكر أغنياء قريش الذين اعتقدوا أن مالهم سيدفع عنهم العذاب. إقامة البراهين على المشركين بالحجج القاطعة، من خلال كمال خلق الإنسان من خلال ذِكر حواس الإنسان ووجوب شُكر الله عليها. الإتيان على ذِكر يوم القيامة وأهوالها والتي لا يُمكن تجاوزها إلا بالإيمان بالله والعمل الصالح في الدنيا. التمييز بين المؤمنين والكفار من حيث المصير يوم القيامة. وقال بعض اهل العلم لم يرد في فضل سورة البلد حديثٌ ثابتٌ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وإنما انحسر فضل سورة البلد كغيرها من سور القرآن الكريم في أجر التلاوة، فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشر أمثالها إلى جانب أنّ قراءة القرآن سببٌ لعلوّ الدرجة والمقام في الآخرة والشفاعة:"اقْرَؤوا القرآنَ؛. فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه"و سوى ذلك ما يُتناقل في فضل سورة البلد لأي سببٍ كان هو من باب الابتداع المخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية. /