بين الأشلاء والأطلال أردت أن اجد وصفا للحالة المزرية التي وصلنا اليها فكان اختياري لعنوان هذا المقال، فبعد حادثة قطار البدرشين وأطفال اسيوط وجدت أن الوصف الصحيح هو أشلاء، فمصر اليوم ليست بكيان واحد متماسك بل أصبحت جثة هامدة تقطعت أوصالها وتحطمت عظامها وسالت دماؤها بين القضبان وعلى القضبان، وقد لملم القدر النفسي هذه الأشلاء في قفف سوداء، ورفع شعار من ليس معي فهو ضدي أو أنك كافر أو ليبرالي خسيس، وعلى وزن كم من الجرائم ترتكب باسمك أيتها الحرية أقول باسمك يا اسلام الاخوان ومن كان على دربهم، كيف يمكن أن أخلط بين الكلمات المقدسة وفواحش الافكار المستخدمة للقفز على الجاه والمال وكلما مرت أمامي كلمة الصكوك بعد وصفها بالاسلامية وأتعجب لهذا المنطق الشاطح الناطح ويذهب فكري الى صكوك الغفران في وقت الظلام الذي ساد المسيحية في يوم من الايام وتولى أمرها الكهان وتجار الأديان، أومحاكم التفتيش عن مكنون الصدور عن قوة الايمان وهو الصورة الاخري القاتمة لما تقوم به جماعة النهي عن المنكر، ثم أترحم على مكارم الاخلاق وأنا أقرأ كل يوم فاحش الاوصاف على مختلفي المعتقد السياسي والديني. لقد قرأت القرآن الكريم والاحاديث ولم أجد بينها هذه الأوصاف من السباب بل على العكس أقرأ كل جميل وحق في التعامل وديوان للاخلاق، اتركوا الاسلام يا اخوان في زهوه وصورته النقية التي أرسلها لنا الله واكتفوا بتشريح وتشريع كل ما جاء تحت السرة من الانسان وهو تخصصكم وفاتح شهيتكم خاصة بعد أن أغلقتهم العقول وارتكبتم كل وزر يبعدكم عن صحيح الاسلام، كيف احترم تدينكم والبعض منكم لا يعرف الصدق من الكذب، كيف أثق بكم وقد ارتكبتم سياسة الغاية تبرر الوسيلة فكان التزوير جهاراً، ثم افكاركم الشيطانية في بيع مصر اليوم بالتجزئة، وباكر بالجملة لمن يشتري من أهل العقال والدينار، فالقناة في انتظارهم والصكوك تفرش طريقهم وسيناء ليست بعيدة عنهم والبنوك والشركات نقوط لاستخواذهم على اصول البلاد، والكارثة الكبرى اعتماد دستور البلاد وقانون الانتخابات المفصل حسب المقاس والمزاج ثم تهميش الجيش والتعدي على استقلال القانون واختراق جهاز حراس الأمن والأمان وبالتالي كيف يمكن أن آمن على نفسي ومالي وأنا امام ضابط ملتح يمسك في يده تنفيذ العدالة والقانون وأنا أعلم أنه في ضميره يكفرني؟ هل هذه مقومات ومكونات لأمة ودولة تريد لشعبها ونظامها الحرية وطيب العيش والامان؟ أي دولة هذه التي تملك حرسا جمهوريا وآخر ميليشيات مسلحة حزبية وثالث لوأد ثورة أكلتم لحمها واليوم تحطمون عظامها، أي نظام هذا الذي فتت به البلاد وقسمها أرباعاً وأخماساً، أي برنامج للنهضة ذلك الذي ضحكتم به على عقول البسطاء واشتريتم بطونهم ثم ضمائرهم بأبخس الأثمان، أين وزارة التربية والتعليم وقد جاءت التربية قبل التعليم؟ أين اللحلوح المصري وهو يهوى للحضيض والاسعار في توحش؟ أين القانون وهو يترنح بين المحاكم الشرعية تارة وبين قراراتكم تارات، أين الشفافية وأنتم في سبيلكم لغلق الشفاه إن ما يحزنني حقا هو اكتشافي حقارة الاخلاق واستخدام المرتزقة والبلطجية والسفالة في التعامل مع الآخر والسلاح المباح الذي يتم ادخاله والمتاجرة به تحت سمع وبصر بل ومباركة من كان الأمر بيده والذي سوف يقتل به المصري أخاه المصري في يوم ليس ببعيد، لم أعد أخشى على نفسي فهى الى زوال، ولكن خشيتي على مصر درة العالم وكنانة الله، وأخيراً أقول إن الاسلام الذي يدين به كل مصري صميم والذي رضعه من نهود حرة وهو وليد اسلام الحق والمصير ليس هو الاسلام الذي تدعون فهو مستورد من مجاهل الوهابية والجاهلية، ان كل عهد بني على باطل فهو باطل واليوم قريب. عضو الهيئة العليا الوفدية