أوصى المشاركون في اللقاء العلمي الذي نظمه قسم الجراحة العامة بمستشفى الزهراء الجامعي التابع لكلية طب بنات الأزهر، والذي عقد تحت عنوان (طب التجدد من الخلايا الجذعية إلى هندسة الأنسجة، وأثره على اقتصاد مصر) برعاية الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة ، والدكتور فريد حمادة نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتورة مها عقل عميدة كلية الطب، بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وزيادة حجم الإنفاق عليه. وطالبوا بأن يكون مرتبطًا بحاجات المجتمع، وألا يكون بحثًا عشوائيًا، كما طالبوا بضرورة أن يكون البحث نتاج عمل جماعي وبروح الفريق. وطالب الحضور بسرعة الانتهاء من افتتاح كلية الدراسات العليا، والتي أقرها مجلس الجامعة، مشيدين بقرار إنشائها شريطة أن يتم استثمار جميع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وطالب الحاضرون بضرورة أن تضم كلية الدراسات العليا مركزًا متخصصًا لتسويق الأبحاث العلمية بهدف استثمارها ماديًا، للإنفاق على الأبحاث والدراسات الجارية، إضافة للانفتاح الأوسع على المؤسسات العلمية والبحثية ذات الصلة وتعظيم الاستفادة من خلال التبادل العلمي.
من جهته، أعلن الدكتور عاطف علام أستاذ جراحة الأوعية الدموية ورئيس قسم الجراحة بمستشفى الزهراء الجامعي، أن الكلية بصدد افتتاح مركز بحثي عالمي يشمل كافة التخصصات الطبية، بتكلفة تصل إلى حوالي 20 مليون جنيه، مشيرًا إلى أنه سوف يراعى في هذا المركز الاهتمام بالبحث العلمي الجادّ الذي يلبي حاجات المجتمع ويشتبك مع الواقع الذي نعايشه، إضافة للاهتمام بعملية التعليم الطبي المستمر لشباب الباحثين من الأطباء مع مراعاة معايير الجودة والاعتماد العالمية من خلال الأكواد المخصصة لذلك. وطالب علام بضرورة تضافر جميع الجهود من أجل نهضة علمية حقيقية، وأن يتم استثمار الأبحاث العلمية والتي تضم رسائل ماجستير ودكتوراة عديدة حبيسة الأدراج. وفي نفس السياق، أكد الدكتور وائل أبو الخير استشاري المناعة والباثولوجيا الإكلينيكية بالأكاديمية الطبية العسكرية وعضو اللجنة القومية للخلايا الجذعية بوزارة الصحة، على أن استخدام الخلايا الجزعية في علاج العديد من الأمراض يوفر على الدولة أموالا طائلة، لا سيما وأن من مميزاتها أنه يسهل الحصول عليها من أي مريض وفي أي وقت كما أن الخلايا الجذعية ليس لها أي مضاعفات إضافة إلى أنها قد حققت نتائج متقدمة في شفاء العديد من الأمراض، مثل أمراض الكبد والفشل الكلوي، وأيضا عدم الإنجاب، كما تم أيضا إصلاح عيوب بصرية وعلاج أمراض القلب. وأشاد أبو الخير بجهود علماء طب الأزهر في سعيهم الجادّ لاقتحام كل ماهو جديد وحديث في شتى تخصصات الطب، لافتًا إلى أن من أوائل العلماء الذين استخدموا الخلايا الجذعية في العلاج كان الدكتور أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب وعميد كلية طب بنين الأزهر الأسبق، ثم لحق به آخرين من الأطباء في مختلف التخصصات مثل الدكتور تيمور خليفة الأستاذ بقسم الجلدية والتناسلية بطب الأزهر بالقاهرة، والذي حقق نتائج مبشرة في علاج حالات العقم، وتمنى أبو الخير أن يتم التوسع في إدراج مجال العلاج يالخلايا الجذعية في الأبحاث العلمية وتخصيص رسائل ماجستير ودكتوراة تنقب في هذا المجال، والذي يبشر بالأمل في القضاء على العديد من الأمراض. وقال الدكتور سيد بكري أستاذ مساعد البيولوجيا التجريبية بكلية العلوم بنين جامعة الأزهر بالقاهرة أنه في إطار اهتمام الجامعة بتطوير البحث العلمي وتقنياته من أجل الوصول لأحدث الدراسات العلمية والاستفادة الحقيقية منها وانعكاس ذلك على الاقتصاد المصري كانت هذه الندوة العلمية التي نظمت بمستشفى الزهراء الجامعي بهدف تفعيل البحث العلمي وتعظيم الاستفادة الحقيقية منه خاصة في المجال الطبي وعلاج الأمراض. ولفت بكري إلى المردود الإيجابي الشامل على الوطن اقتصاديًا من توفير ميزانيات تنفق بالملايين في صورة قرارات علاج على نفقة الدولة سنويًا، وصحيًا من خلال موظفين كثيرون بالدولة مرضى يذهبون يوميًا للعمل ثم يجلس نصف ساعة ثم يتجه بعد ذلك للتأمين الصحي ثم يذهب لبيته هكذا يوميًا، مما يؤثر سلبًا في عجلة الإنتاج، ناهيك عن تعطيل دولاب العمل الإداري بهذا الشكل في كافة مؤسسات الدولة. وأضاف: العالم الخارجي تقدم من حولنا نتيجة الاهتمام بالبحث العلمي لافتًا إلى أن إسرائيل بجوارنا تعالج العديد من الأمراض بالخلايا الجذعية منذ سنوات، وتنفق على من يبحث في هذا المجال، وطالب بكري الحكومة بتوفير اعتماداتٍ ماليةٍ كافية من أجل النهوض بالبحث العلمي في مصرنا الجديدة بعد ثورة يناير. من جهتها، أكدت الدكتورة هالة جبر الأستاذ بكلية طب القصر العيني ورئيس وحدة زرع النخاع بمستشفى أبو الريش الجامعي، على ضرورة الاستفادة من كل ما هو جديد في مجلات البحث العلمي مشيرة إلى ضرورة تكاتف وتعاون جميع المراكز البحثية وبعضها البعض، بهدف خدمة البشرية وتخفيف آلام المرضى لافتة إلى أن تلك هي رسالة الأطباء والباحثين الأساسية. وأوضحت جبر أن مشاركتها في هذا اليوم العلمي بكلية طب بنات الأزهر يعدُّ انطلاقة حقيقية نحو تعميق التعاون العلمي خلال المرحلة القادمة. الجدير بالذكر أن قسم الجراحة العامة يحرص على عقد مثل هذه اللقاءات العلمية بهدف تبادل الخبرات على حد قول منظم اللقاء الدكتور حامد البدوي الأستاذ المساعد بقسم الجراحة العامة، والدكتور عمر السماحي مدرس جراحة الأطفال