رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العلاقات المعقدة بين إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وبين حكومة الرئيس الإسلامي الجديد "محمد مرسي" بدأت تشهد توترًا جديدًا بعد إدانة واشنطن التصريحات الصاخبة التي أصدرها الرئيس "محمد مرسي" قبل ثلاث سنوات واعتبرتها الإدارة الأمريكية معادية للسامية. وقالت الصحيفة إن تصريحات "مرسي" وتوبيخات "أوباما" تثير مرحلة جديدة من التوترات في العلاقات المعقدة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والديمقراطية الوليدة في مصر، خاصة مع صعود تيار جديد إلى السلطة يختلف اختلافًا كليًا في الأيدولوجية الفكرية عن سالفه. وفي تصريحات حادة، قال البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية إن تصريحات الرئيس "مرسي" كانت مسيئة جدًا لليهود ومعادية للسامية بشكل لا يمكن قبوله وتتعارض مع أهداف السلام في المنطقة، مؤكدة أن هذه التصريحات تُعقد الجهود المبذولة لتوفير المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر، في إشارة إلى حزمة المعونات التي تصل إلى 2 مليار دولار سنويًا. وأضاف "جاي كارني" المتحدث باسم البيت الأبيض "نعتقد أن الرئيس المصري "مرسي" ينبغي أن يوضح أنه يحترم الشعوب من جميع الأديان وأن هذا النوع من الخطابات غير مقبول في مصر الديمقراطية وعصر ما بعد الثورة." ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس "مرسي" الذي كان قياديًا بارزًا بجماعة الإخوان المسلمين قال في عام 2010 "يجب أن نربي أطفالنا وأحفادنا على كراهية اليهود والصهاينة"، مضيفة أنه أشار إلى الصهاينة، في مقابلة تليفزيونية منذ شهور ماضية، بأنهم "مصاصي دماء" يهاجمون الفلسطينيين، واصفًا إياهم بأنهم "أحفاد القردة والخنازير". ومنذ انتخابه رئيسًا للبلاد في يونيو الماضي، تعهد الرئيس "مرسي" بالتزامه بمعاهدة السلام مع إسرائيل والتي تُعد حجر الزاوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وكان ل"مرسي" دورًا فعالًا في تسهيل وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي بين قادة إسرائيل وحماس في قطاع غزة، رغم رفضه المحادثات المباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين. وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية اعترفا باستعداد "مرسي" خلال تلك الأزمة بالعمل مع الولاياتالمتحدة نحو تحقيق الأهداف المشتركة، مشيرة إلى أن التزام مصر بمعاهدة السلام ضروري لسلامة العلاقات بين واشنطن والقاهرة. وانتهت الصحيفة لتقول: إن عملية الصمت الشديد من جانب الرئيس "مرسي" أو من جانب جماعة الإخوان يعكس بوضوح عمق حساسية الموقف بالنسبة لهما في مكان المسؤول الحاكم، رغم كونهما مناهضان بشراسة لإسرائيل وأمريكا على حد سواء.