أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن احتجاجات المرأة العربية هي السمة البارزة لعام 2012، مشيرة إلى أن الاحتجاجات شملت أشكالاً وأنماطاً غريبة ومختلفة من بينها بحث النساء عن آخر موضة في السعودية وتعري النساء وقصهن شعرهن في مصر احتجاجاً على الدستور الإسلامي. وأضافت الصحيفة أن الصحفية اللبنانية "أوكتافيا نصر" كتبت مقالاً بصحيفة "النهار" تحت عنوان "2012 سنة المرأة العربية"، مشيرة إلى أنه رغم أن هذا الشعار يمكن الاختلاف حوله إلا أنه في ضوء الأحداث والتغيرات التي شهدها العالم العربي في العام الماضي يمكن القول بأن صوت المرأة العربية بات واضحاً وعالياً أكثر من أي وقت مضى. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن "أوكتافيا نصر" قولها: "إذا كنا قد عقدنا الأمل على سنة 2012 لرسم المسار للمستقبل، يمكن القول بأنها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق ذلك، على العكس، سلطت السنة الجارية الضوء على الخلافات، وعمّقت الانقسامات أكثر فأكثر، وأخرجت بعض المخاطر الدفينة إلى العلن. وفي خضم كل هذه الأوضاع القاتمة، كانت هناك لحظات مشعة كثيرة تستحق التوقف عندها والإشادة بها، وبطلتها هي المرأة العربية التي بدت مطلع السنة كأنها الخاسرة الكبرى من الصحوة العربية، وتواردت إلى مسامعنا طوال السنة حكايات عن نساء عربيات كثيرات لم يفقدن الأمل، وواصلن النضال من أجل مستقبل أفضل" وأشارت "أوكتافيا" إلى المخرجة السعودية "هيفاء المنصور" التى أخرجت فيلماً كاملاً داخل المملكة لقي استحساناً كبيراً في أنحاء العالم، ونالت عنه جائزة بمهرجان البندقية للأفلام، وكذلك الواعظة السورية "هدى الهباش" ومدرستها الإسلامية للفتيات بمسجد الزهراء في دمشق والتي كانت موضوعاً للفيلم الوثائقي The Light in Her Eyes (النور في عينيها). وفيما يتعلق بمصر، تطرقت "أوكتافيا" إلى المدوّنة المصرية، علياء المهدي، التي نشرت صورها عارية على موقعها الإلكتروني احتجاجاً على الحكم الإسلامي في مصر، وأثار تصرّفها جدلاً كبيراً حيث رأى الكثيرون أن "علياء" من حقها التعبير عن غضبها والتمرد من خلال جسدها العاري، فيما أصدر آخرون فتاوى تهدر دمها. وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن الأسبوع الأخير شهد العديد من الأحداث التي تتماشى مع روح مقال "أوكتافيا نصر"، مشيرة إلى "دعاء العدل" رسامة الكاريكاتير بصحيفة "المصري اليوم" التي رفع أحد المحامين دعوى ضدها لأنها أساءت إلى الإسلام في أحد الرسوم الكاريكاتيرية النقدية، والذي ظهر فيه رسم لآدم وحواء تحت شجرة وشخص آخر يبدو كملاك يقول لهما: "إذا قلتم نعم للدستور لن تطردا من الجنة". وأضافت الصحيفة أن "دعاء" استندت إلى تصريحات بعض رجال الدين الذين قالوا إذا قلتم نعم للدستور ستدخلون الجنة وإذا قلتم لا ستدخلون النار. وتابعت الصحيفة أن نساء مصر لا تناضلن ضد الدستور بأقلامهن فحسب وإنما بالمقص أيضاً، مشيرة إلى أن الأسبوع الماضي شهد احتشاد المئات من النساء بميدان التحرير اللائي قصصن شعورهن احتجاجاً على الدستور الإسلامي، الذي بحسبهن يهمش المرأة، لافتة إلى أن هذه الوقفة الاحتجاجية شاركت فيها ثلاث سيدات محجبات.