مكتب بريد «فارسكور» بدمياط.. آيل للسقوط!

يعانى أهالى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط من ضيق وصغر مبنى البريد الرئيسى بالمدينة وعدم اتساع مساحته لاستقبال الرواد، الأمر الذى تسبب فى وجود زحام كبير عليه بشكل يومى، بالإضافة إلى تهالك المبنى حتى تآكلت جدران المبنى، وبالرغم من ذلك فإن العاملين بالمكتب يخاطرون بأرواحهم ويؤدون أعمالهم، حيث صدر للمبنى قرارات إزالة من الوحدة المحلية لمركز ومدينة فارسكور بالإضافة إلى قلة الموظفين وتراخى هيئة البريد عن توفير مكان آخر يسع جميع الرواد وتزاحم كبار السن والسيدات.
فى البداية يقول محمد طه الجوادى، ل«الوفد»، أحد أبناء مدينة فارسكور، يكون الزحام كبيرًا على المكتب من يوم 6 حتى يوم 10 خلال الشهر، وعلى الرغم من أن المكتب يتردد عليه المئات من العملاء من مركز ومدينة فارسكور وأكثر من 15 قرية مجاورة لكون المكتب بمنطقة حيوية وهامة وتوسطه للمدينة حيث يقع بميدان عمر أفندى، إلا أنه خرج من حسابات هيئة البريد، ورغم تهالك مبنى مكتب البريد الحالى وقلة عدد الموظفين، إلا أن كبار السن والسيدات يجدون مأساة حقيقية أمام مكتب بريد فارسكور فى ظل ظروفهم الصحية والمعيشية والحاجة لصرف معاشاتهم كل شهر وبالرغم من أن المكتب يخدم أكثر من 70 ألف مواطن ما بين معاشات كبار السن وتكافل وكرامة إلا أن المكتب لا
يتسع لكل هذه الاعداد مما يتسبب فى معاناة بسبب تزاحم السيدات وكبار السن لافتًا إلى أن خدمات مكتب البريد لا تقتصر على الحوالات البريدية والمعاشات فقط بل ايضًا خدمات دفاتر توفير وخدمات المدفوعات الحكومية وشحن الطرود ودفع المصروفات المدرسية.
وأضاف محمد مصطفى الفطايرى، قائلًا: «للأسف هيئة البريد تتراخى وتتكاسل عن توفير مكان آخر وتتعامل مع الأزمة وكأنها لا تعنيها وعلى المواطن أن يحل مشكلته بنفسه وبالفعل منذ عدة شهور حاول المجتمع المدنى بمدينة فارسكور واجتهد وبحث عن حلول فى الوقت الذى لم يكتف البريد بدور المتفرج فقط بل وفرضت شروط تعجيزية لا تتناسب مع المقابل المادى المرصود كإيجار شهرى علمًا أن الأزمة ليست وليدة ولكنها معلومة للبريد منذ أكثر من 3 سنوات وهناك قضايا طرد ورفض المالك لاستلام الايجار ولم تحرك هيئة البريد ساكنًا».. ويشير نبيل قشوة إلى أنه منذ شهور سقط السقف المعلق بمكتب بريد فارسكور والذى كان يحمل الجزء الإدارى التابع للمكتب وانفجرت مواسير المياه والصرف الصحى حتى أغرقت المكتب وتقرر وقتها نقل المكتب كاملًا إلى مكتب قرية شرباص
التابع لمركز ومدينة فارسكور والتى تبعد بنحو 7 كيلو عن المدينة الأمر الذى يعد إرهاقاً لحياة المترددين من كبار السن والسيدات على الذهاب للقرية المجاورة وتكبّدهم أعباء إضافية وحقيقى أكبر ظلم أن ينتقل صرح حكومى كمكتب البريد من المركز إلى أى مكان آخر قائلًا: «سيكون هناك تعب شديد لأهل فارسكور والقرى المجاورة ونحن نطالب هيئة البريد ببذل عناية أكثر لتوفير مكان مميز يليق بهذا الكيان الاقتصادى الذى يخدم قطاعاً عريضاً من المواطنين».
وتقول خلود أحمد السيد، بالمعاش، ل«الوفد» بعد تخطى أبواب مكتب البريد بمدينة فارسكور، يجد المترددون على مكتب البريد أنفسهم فى طرقة صغيرة، يليها نافذة يجلس خلفها من 5 إلى 6 موظفين وموظفات، اثنان منهما لصرف المعاشات، ومثلهما للحوالات البريدية، والخامس لحسابات البريد، والسادس للخدمات البريدية، وحسب الزحام الموجود وقتها يتم إعادة توزيع الموظفين، وعادة ما يجلس مدير المكتب ليقوم بعمل الموظفين فى محاولة لسد العجز، دون تخصيص أى شباك لكبار السن أو تنظيم الأدوار لتسهيل الحركة.. بينما عبر أحد العاملين رافضًا ذكر اسمه، عن حجم المعاناة اليومية وخاصة أيام صرف المعاشات، حيث يحرص المئات من أصحاب المعاشات على الحضور إلى المكتب مبكرًا، ويفترشون الأرض أمام الباب، ويجد الموظفون صعوبة فى الوصول إلى مكاتبهم وتابع: «هذا المكان أصبح لا يليق لتقديم خدمة للمواطنين، وذلك لضيق مساحته»، والهيئة لا تعطينا أى اهتمام.
ويناشد أهالى مدينة فارسكور الدكتور شريف فاروق، رئيس هيئة البريد، رفع الظلم عنهم، وتسريع تشغيل مكان جديد لمكتب بريد فارسكور يليق بالمدينة العريقة، ويتلاءم مع الخدمات المقدمة للآلاف من العملاء المترددين على المكتب يوميًا رحمة بالمواطنين.