مازال يُحيط الغموض فيروس كورنا الذي تحول إلى كابوساً بالنسبة للبشرية، وبعد أن كان البعض يعتقد أنه مُجرد شائعة ولا يوجد ما يستحق الفزع، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي اكتشفوا أن الأمر حقيقة لا مفر منها، وبدأت الدول في التسابق من أجل إنتاج لقاح يُنقذ البشرية، ولكن في الحقيقة لو عدنا إلى السنوات الماضية في نفس التوقيت قبل ظهور هذا الوباء سنجد أن نسب الوفيات في السنوات العادية مقارنتاً لنسب الوفيات التي حدثت خلال وباء كورونا في كل الدول سنجد أنها أمر طبيعي وليس بالضخامة التي يتصورها العالم، والقضية ما هي إلا أن الأضواء مُسلطة بشكل دقيق على عدد الإصابات والوفيات عقب ظهور الوباء، وهو ما يوحي للمواطنين في كل الدول أن هذا الوباء قاتل بنسبة 100% بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المُزمنة والمُدخنين، وغيرهم من مرضى نقص المناعة، بينما الأمر يشبه كثيراً الإصابة بنزلات البرد الطبيعية ومرض الإنفلونزا الذي تطور بشكل طبيعي عبر السنين واعتدنا التعرض له وخاصة في فصل الشتاء، وهذا الأمر بدأت قصته منذ الثلاثينات. إنجلترا تُجري أبحاث وتنتج لقاح الإنفلونزا لحماية جيشها من البيض عام 1937 أجرى علماء في إنجلترا بعض التجارب الأولى على قواتهم المسلحة، ثم عام 1938 تمكنت الولاياتالمتحدة من إنتاج لقاح الإنفلونزا لحماية جنودها قائم على البيض وأصبح جاهزاً للجمهور الأمريكي بحلول الأربعينيات، وأنطلقت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدة وغيرها من المختبرات مع منظمة الصحة العالمية (WHO) طريقة أنتاج اللقاح من خلال اختيار سلالات معينة من الفيروس لإرسالها إلى شركات تصنيع اللقاحات الخاصة، ونظراً إلى أن الإنفلونزا تتحول ويمكن أن تتغير السلالات كل عام، لذلك كان هناك الحاجة لإنتاج لقاحات جديدة لكل موسم إنفلونزا، من خلال حقن العلماء الفيروس الذي يتم اختياره في بيض دجاج مخصب، حيث يحتضن ويتكاثر لبضعة أيام، تماماً كما يفعل داخل البشر، ثم بعد ذلك يتم جمع السائل الذي يحتوي على الفيروس من البيضة، لإبطال فاعلية الفيروس، حتى لا يتسبب بالمرض، ويقومون بتنقيته ليصلوا لمرحلة مستضد الفيروس، ويعتبر "المستضد" هو العنصر الحاسم، وعبارة عن مادة يطلقها الفيروس تحفز جهازك المناعي على الاستجابة، زهي الطريقة التي يحضر فيها اللقاح جهازك المناعي لعدوى حقيقية، وتستغرق هذه العملية بأكملها 6 أشهر منذ وصول البيضة إلى أن يصبح اللقاح متاحاً للجمهور، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. الولاياتالمتحدة تجمع بيضاً منقذاً للحياة في مواقع سرية وظهر ذلك في تقرير ل CNN حيث أعلنت نقل مئات الآلاف من البيض بشكل يومي في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مرافق، يحميها حراس وأنظمة أمنية بملايين الدولارات التي تمولها الحكومة، ليس للتناول ولكن لإنتاج لقاح للإنفلونزا، واعتمد خلال ال80 عاماً الماضية الكثيرون على بيض الدجاج لإنتاج لقاحات الإنفلونزا، حيث تم توزيع حوالي 174.5 مليون جرعة من لقاح الإنفلونزا في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة خلال موسم الإنفلونزا هذا العام حتى نهاية فبراير، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية يقدر بنحو 82٪ من البيض. واستعداداً لمواسم الإنفلونزا السنوية والأوبئة المحتملة استثمرت حكومة الولاياتالمتحدة عشرات أو مئات الملايين من الدولارات على مدى السنوات ال15 الماضية للتأكد من وجود ما يكفي من البيض لانتاج اللقاحات. فاعلية اللقاح مع فيروس كورونا الأمر الذي يدعوا للتساؤل هل إنتاج لقاح الإنفلونزا المستخرج من البيض كان يستدعي كل هذه السرية الأمنية من الولاياتالمتحدةالأمريكية ؟!.. وهل هذا اللقاح يستطيع علاج فيروس كورنا الذي يُعد في الأساس إنفلونزا متطورة ومتحولة ؟!.. إلى الآن لم تعلن الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفيروس خلال حملته الانتخابية وشفائه منه خلال أيام قليلة فضلا عن عدد من المسئولين في الرئاسة الأمريكية وكذلك الرئيس الروسي بوتين، على عكس باقي المصابين من الأفراد العاديين، وهو ما يوسع الشكوك حول وجود لقاح لفيروس كورنا لم يتم الإعلان عنه. اقرأ أيضا : الحكومة: 4 آلاف جنيه غرامة فورية للمنشآت المخالفة مع غلق المنشأة لمدة أسبوع إنفلونزا الطيور وأثرها على إنتاج اللقاح عقب ظهورة H5N1 (إنفلونزا الطيور)، التي تسببت في إعدام عدد كبير من الدجاج، وأصبح هناك انخفاض كبير في إمدادات البيض، واجه العلماء مشكلة حول الحصول على ما يكفي من البيض لإنتاج اللقاحات، حيث أنه يستغرق حوالي 12 إلى 18 شهراً لتكوين إمدادات بيض كبيرة بما يكفي للإنفلونزا الموسمية أو الوبائية. ولكن في حالة انتشار جائحة سريعة مثل كورونا، لا تستطيع السلطات الانتظار طويلاً، فضلا عن عدم توافر الكميات المناسبة من الدجاج والبيض، لذلك لجأت منظمة الصحة العالمية لأجراء وتطوير أكثر من 20 لقاحاً محتملاً ضد فيروس كورونا باستخدام مجموعة من التقنيات غير المعتمدة على البيض، إحداها لقاح mRNA الموجود في خلايا الجسم لتصنيع البروتينات لمنع أو مكافحة المرض باستخدام حمض الريبونوكلييك الحيوي لعمل خلايا الجسم بشكل سليم، وبعض العلماء أستخدم DNA التي تنتج تطابقًا جينيًا دقيقًا مع بروتينات الفيروس تمكنها بعد ذلك من إنتاج كميات كبيرة من المستضدات بسرعة. سر سرعة إنتاج لقاح كورونا العديد شكك في فعالية لقاح كورنا الذي أنتجته الصين وروسيا بسبب سرعة العثور على لقاح رغم عدم وجود لقاح لأمراض قاتلة عديدة أقدم من وباء كورونا، ولكن الحقيقة أن سر اكتشاف اللقاح بشكل مُبكر هو الاستعداد المُسبق لاحتمالات ظهور وباء ما وخاصة تحور الإنفلونزا الذي كانت تتابعه انجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية منذ الثلاثينات، ولجأت شركات وجامعات مثل "بيونتيك" و"موديرنا" و"أكسفورد"، في ابتكار تقنيات حديثة تستهدف إنتاج لقاحات تعتمد على الجينيات المسببات للأمراض المعدية، والتي جرى اختبارها لسنوات، وعام 2017 تم إطلاق مبادرات تصب في مصلحة هذا التوجه مثل التحالف الدولي لابتكارات التأهب للأوبئة، وكانت الصين من أول الدول التي شخصت حالات مصابة بكوفيد-19 في بداياته، واكتشفت التسلسل الجيني للحمض النووي الريبي للفيروس، وأعلنت هذه المعلومات للعالم مما ساعد في البحوث التي تمت لتطوير اللقاحات المضادة، وسرعت من إنتاجها.