قال البابا تواضروس الثاني-بابا الإسكندرية-بطريرك الكرازة المرقسية: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليست متأخرة، وإنما تتطلع للمستقبل ببناء علاقات قوية مع كنائس العالم. واستطرد: "حينما نستقبل ضيوف من كل أنحاء العالم، ونطور التعليم الكنسي، والأسقفيات، ونعقد بروتوكولات مع الهيئات، ونخدم إخوة الرب من خلال منظومة للرعاية الاجتماعية، فإننا نتطلع للمستقبل". وأضاف خلال احتفالية المركز الإعلامي للكنيسة بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسه، مساء اليوم الأربعاء، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الكنيسة وطنية ذات مباديء، تنمو، وتثمر لصالح هذا الوطن، مشيرًا إلى أنها حين تنشيء مدرسة، أو مستشفى فإنها تساعد المجتمع الكبير، وفقًا لدورها الاجتماعي. ودعا البابا تواضروس إلى ضرورة أن يكون الإنسان صاحب مباديء، لافتًا إلى أنها تتكون من وصايا الكتاب المقدس، وتحكم الحياة. واستطرد قائلًا:" الإنسان بلا مباديء لا يساوي الحياة إطلاقًا، معرجًا على أنه تعلم في حياته ثلاثة مباديء يحب أن يطبقها في كل وقت، يأتي أولها في "الاهتمام بالإيجابيات، وترك السلبيات"، وهو مبدأ أرساه البابا شنودة الراحل. وشدد البابا تواضروس على أن الخادم الحقيقي يجب أن ينظر للإيجابيات، ولا يعير السلبيات اهتمامًا، لأنها قد تعرقل مسيرة الإنسان، واستشهد بما قرأه عن الشاعر ميخائيل نعيمة بشأن ما قاله في إحدى كتبه "ذات صباح رأيت زهرة تتألم، فجنحت ناحية كوب ماء، وسقيتها فشعرت بسعادة في قلبي"، معرجًا على أن السلبيات لا تخص الحقل الكنسي فقط. ودعا البابا إلى النظر للأمام، وعدم الانشغال بالماضي-باعتباره المبدأ الثاني- مؤكدًا على ضرورة السعي نحو المستقبل، والحلم. وأوضح البابا أن أهم مباديء الحياة-وثالثها حسب ترتيبه- يتبلور في "المحبة لا تسقط أبدًا"، مؤكدًا أن المحبة لا تعني سوء الظن، محذرًا من اعتبار المباديء، بخاصة مبدأ المحبة مجرد كلام، وأردف قائلًا:" المحبة تستطيع أن تصنع كل معجزة، مشيرًا إلى أن هذا مبدأ للحياة الناجحة". وجدد البابا تواضروس تأكيده على أن الكنيسة لاتتقدم بفرد، وإنما تتقدم بالعمل الجماعي، داعيًا الأقباط للصلاة من أجله. يشار إلى أن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفل بالذكرى السابعة لتأسيسه، مساء اليوم الأربعاء، بحضور البابا تواضروس الثاني، الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، وعدد من أساقفة المجمع المقدس.
