عن سلسلة " كتاب اليوم" صدر للزميل الصحفي أيمن الحكيم كتاب " عزيزي أحمد رجب .. أسرار وأوراق الفيلسوف الساخر" ، وهو أول كتاب تصدره المؤسسة التي انتمى لها أحمد رجب وكتب في مطبوعاتها لأكثر من ستين سنة . الكتاب الذي يقع في 120 صفحة يقدم سيرة جديدة لأشهر الكتاب الساخرين في نصف القرن الأخير ، ويقتحم الستار الحديدي الذي ضربه بقوة على حياته الشخصية ، فقد كانت حواراته نادرة والمعلومات المتوفرة عنه شحيحة ، خاصة ما يتصل بحياته الخاصة . الكتاب الذي قدم له رئيس تحرير السلسلة علاء عبد الهادي ، والكاتب والسينارست عاطف بشاي الذي حوّل كتابات أحمد رجب إلي أعمال درامية ، يتكون من أربعة فصول ، لعل أهمها الفصل الأول الذي يقدم سيرة أحمد رجب من خلال شهادة لأقرب شقيقاته إليه والتي عاشت معه رحلة صعوده منذ أن كان طالبا في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية إلي أن جاء إلي القاهرة ليعمل في صحافتها ويلمع اسمه ويصبح من أبرز الأقلام الساخرة ، ويرتبط به القراء من خلال زاويته اليومية " نص كلمة" التي ظلت الأجرأ والأعلى سقفا في انتقاداتها للمسئولين ولمظاهر الفساد ، وكذلك من خلال الشخصيات الكاريكاتورية الشهيرة التي اخترعها وجسدتها ريشة رفيق تجربته الرسام مصطفى حسين . ويتناول الفصل الثاني من الكتاب تفاصيل وأسرار تلك التجربة الصحفية المثيرة بين قلم وأفكار وكلمات أحمد رجب وبين ريشة مصطفى حسين ، وكيف كانت رسوماتهما الأسبوعية تثير الجدل وتغضب كبار المسئولين ، بل تسببت في محاولة لاغتيالهما قام بها العقيد القذافي غضبا من تحويله إلي مادة للسخرية ، كما يكشف الكتاب عن أسباب الخلاف والقطيعة التي حدثت بين أحمد رجب ومصطفى حسين والتي استمرت لنحو سبع سنوات قبل أن يستأنفا التجربة . ويقدم الكتاب وثائق جديدة عن أحمد رجب تنشر لأول مرة بينها قصة سينمائية كتبها لتكون فيلما يقوم ببطولته فريد الأطرش ، ولكن فيلم " الرجل الصغير" لم ير النور بسبب مرض ثم رحيل مخرجه عز الدين ذو الفقار ، وينشر الكتاب النص الكامل لفيلم أحمد رجب المجهول .. كما ينشر تفاصيل وأوراق أول " خبطة صحفية" لأحمد رجب في بداية مشواره وكانت في شكل حوار صحفي مع أشهر قاض في مصر حينها وكان المستشار محمود عبد اللطيف حديث صحف العالم باعتباره القاضي الذي ينظر في قضية شبكة الجواسيس البريطانية التي كشفتها الأجهزة المصرية بعد العدوان الثلاثي على مصر ، كما أنه القاضي الذي كانت تترصده جماعة الإخوان بعد أحكامه ضدهم في ما عرف بقضية السيارة الجيب واغتيال القاضي الخازندار .. الكتاب يعيد اكتشاف أحمد رجب ، الكاتب الذي ظل يرسم البسمة على وجوه المصريين لأكثر من نصف قرن .