أكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن مشروع الجينوم المصري من المشاريع القومية الكبرى على مستوى مصر والمنطقة، وسيتم إطلاق المشروع سيكون في القريب العاجل. أضاف "صقر"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، المذاع عبر فضائية "القناة الأولى"، اليوم الإثنين، أن توقيع العقد والبدء في التنفيذ قبل نهاية هذا العام، لافتًا إلى أن مشروع الجينوم المصري سيستغرق 5 سنوات، وسيتم الانتهاء منه في 2025، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية استغرقت 13 عامًا للانتهاء منه. وتابع، أن مخرجات المشروع ستظهر في العامين التاليين، أي بعد فترة الانتهاء من المشروع، لافتًا إلى أنه سيكون هناك معلومات وراثية للتنبؤ بالأمراض التي تصيب المجتمع المصري، مؤكدًا أن مصر لديها الكوادر الطبية القادرة على الانتهاء من مشروع الجينوم المصري. وأشار صقر إلى أن مشروع الجينوم المصرى يستهدف معرفة التركيب الجيني للفرد، الذى سيكون شرطًا أساسيًا لتلقي خدمة طبية جيدة في المستقبل القريب، لافتًا إلى أنه لا بد من معرفة التركيب الوراثي للجينوم المرجعي للمصريين، واستجابة المواطنين للأمراض تختلف من مجتمع لآخر. وكان الاجتماع الأول لمجلس برنامج الجينوم المصرى بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، عقد برئاسة الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى. جاء ذلك بحضور الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للصحة ومقرر مجلس الصحة بأكاديمية البحث العلمى، والسير مجدى يعقوب، والدكتور محمود صقر، رئيس الأكاديمية، واللواء دكتور خالد عامر، مدير مركز الطب التجديدى بوزارة الدفاع، ورؤساء جامعات عين شمس والمنصورةوالإسكندرية والمركز القومى للبحوث ونائب وزير الآثار، ولفيف من العلماء فى المجال من مصر وأمريكا، ومساعدى رئيس الأكاديمية للمجالس النوعية والعلاقات العلمية والثقافية، وممثلى الجهات الرقابية. فى بداية الاجتماع رحب الوزير بأعضاء المجلس من القامات المصرية فى الداخل والخارج، وعرض، سيادته برنامج الجينوم المصرى وأهدافه وارتباطه بخطة الدولة وأهميته فى الطب الشخصى والدقيق والعلاج الجينى والصيدلة الجينية، وخطة الوزارة لتوجيه برامج بناء القدرات المتوفرة بالإدارة المركزية للبعثات لتلبية احتياجات برنامج الجينوم المصرى من التدريب المتخصص فى أفضل المدارس العلمية فى الخارج والإطلاع على تجارب الدول المتقدمة فى هذا المجال، ثم شرح رئيس الأكاديمية البرنامج تفصيلًا، وخطة العمل المقترحة خلال خمس سنوات، وحجم الدعم الذى ستوفره الوزارة من خلال الأكاديمية لهذا البرنامج، الذى يصل إلى مليار جنيه مصرى من مخصصات الأكاديمية ومن دون تكلفة الدولة أعباء إضافية، على أن يتم تدبير مليار جنيه أخرى من خارج موازنة الأكاديمية، وبعد ذلك عرض الدكتور خالد عامر، مدير مركز الطب التجديدي (الجهة الفائزة بإدارة التحالف طبقًا لنتائج التقييم الفنى) البنية التحتية المتاحة لدى المركز والمخصصة للمشروع ونظام إدارة البحوث المقترح. ووافق المجلس على خطة البرنامج المطروحة من الأكاديمية وثقتهم في إمكانات مركز الطب التجديدي وقدرته على قيادة برنامج قومي في حجم برنامج الجينوم المصري وقدرة الأكاديمية ومجتمع البحث العلمى المصرى على تنفيذ البرنامج فى خمس سنوات فقط، علمًا بإن فك شفرة الجينوم التى أعلن عنها فى 2003 استغرقت حوالى 13 عامًا، ويرجع ذلك إلى التقدم التكنولوجى المذهل فى هذا المجال حاليًا، وكلف المجلس إدارة الأكاديمية بتوفير كل الدعم المادى والفنى اللازم للبدء فى التنفيذ فورًا. من جانبها أبدت الدكتورة هالة زايد سعادتها بتعاون كل مؤسسات الدولة فى هذا المشروع القومى المهم وركزت على ضرورة توفير الدعم اللازم للمشروع لتحقيق أهدافه، وأكدت على دعم وزارة الصحة للبرنامج ووعدت بتقديم أية تسهيلات مطلوبة من الوزارة لتحقيق النجاح لهذا البرنامج، وأضافت، أن هذا يخدم خطة وزارة الصحة التى أطلقت برامج قومية مهمة فى مجال التجارب السريرية. وأشاد الدكتور هشام صادق، عضو المجلس ورئيس أقسام القلب في جامعة ساوث ويست، تكساس، الولاياتالمتحدةالأمريكية بإطلاق مثل هذا البرنامج، وأشار سيادته إلى الأثر المنتظر لهذا البرنامج على الرعاية الصحية في مصر، وضرورة أن تكون هناك خطة واضحة للاستفادة من مخرجات المشروع. وأشار مجدي يعقوب إلى ثقته في توافر الكفاءات المصرية القادرة على إدارة البرنامج وتحقيق أهدافه بسواعد مصرية، وأن هذا البرنامج سوف يساعد في بناء القدرات لدى شباب الباحثين المصريين في مجالات عدة مثل المعلوماتية الحيوية وغيرها. وشدد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للصحة، على أهمية البدء الفوري في المشروع وضرورة، تضافر الجهود من كل مؤسسات الدولة لتوفير سبل النجاح لهذا البرنامج القومي، وأن مجلس الجينوم المصرى هذا، بما يضمه من كفاءات عالمية، قادر على متابعة التنفيذ وتذليل الصعاب، وتمنى ألا يكون للبيروقراطية دور فى تعطيل المشروع. أبدى رئيس جامعة عين شمس، الدكتور محمود المتينى، دعم الجامعة للبرنامج وسعادته بالمشاركة فى هذا البرنامج الوطنى وضرورة أن يتم تكوين فرق بحثية من الشباب المتميز فى هذا المجال من الجهات المشاركة، كما أكد الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس جامعة المنصورة، على بناءالقدرات والبناء على المشروعات الجارية. شدد الدكتور محمد هاشم، رئيس المركز القومى للبحوث، والدكتور هشام جابر، القائم بعمل رئيس جامعة الإسكندرية، عن سعادتهما للمشاركة في هذا البرنامج القومي وتعهدهما بتوفير كل ما تحتاجه الفرق البحثية التابعة لهما، ووضع كل الإمكانات المتوفرة لدى مؤسساتهما في خدمة البرنامج. تم اختيار الدكتور سامح سرور، المشرف على قطاع المجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ليكون أمينًا لمجلس الجينوم المصرى.