حكمت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، اليوم الأربعاء، على الجنرال الصربي زدرافكو توليمير، بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب جرائم إبادة وحرب ضد الانسانية لدوره في مجزرة سربيرنيتشا التي أسفرت عن مقتل 8 آلاف مسلم. وقالت المحكمة، في بيان، إنها حكمت بالسجن المؤبد على توليمير، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، والتآمر على ارتكاب إبادة، والقتل الذين يعدّون انتهاكاً لقوانين وعادات الحرب، بالإضافة إلى ارتكاب عمليات إبادة واضطهاد وأفعال غير إنسانية من خلال الترحيل القسري والقتل باعتبارهما جريمتين ضد الانسانية. يذكر أن الادعاء وجّه تهمتين إلى توليمير بالتورط في عملين إجراميين مشتركين، مشيراً إلى أن هدف الأول كان قتل الرجال البوسنيين بين 11 يوليو و1 نوفمبر 1995، في حين أن هدف الثاني فكان الترحيل القسري وتهجير مسلمي البوسنة من سربيرنيتشا. ووجدت المحكمة أن توليمير شارك في هذين العملين الإجرميين المشتركين، وهو مذنب بارتكاب الجرائم الناجمة عنهما، أي جرائم القتل بحق المجموعات الصغيرة لرجال سربرنييتشا، واستهداف 3 قياديين مسلمين صربيين، وغيرها من أعمال الاضطهاد. ووجدت المحكمة أن جرائم القتل بحق رجال البوسنة تعدّ جرائم تمييز ما يجعل منها عمليات اضطهاد. وكان الادعاء عمل لاستصدار هذا الحكم على توليمير، باعتبار أنه كان الساعد الأيمن لقائد جيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش الذي يحاكم أيضا في المحكمة نفسها بلاهاي. ويتهم توليمير 64 عاما، بارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البلقان بين عامي 1992 و1995 التي خلفت 100 ألف قتيل ومليوني و200 ألف نازح. وكانت لائحة الاتهام أوردت أن توليمير اتهم بالضلوع في عمل إجرامي مشترك تمثل في إعدام ودفن الآلاف من مسلمي البوسنة تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما. وكان الادعاء قال خلال المحكمة، إن قائد جيش صرب البوسنة، راتكو ملاديتش، اعتمد على توليمير في "تنفيذ المجازر في سربرنيتشا وزيبا" لخلق ظروف من شأنها إجبار السكان المسلمين على "التخلي عن الأمل في البقاء على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن توليمير أشرف وأعطى الإذن للضباط الذين نظموا مذابح سربرنيتشا. وكان توليمير، الذي تولى الدفاع عن نفسه، قال إن ما حدث في سربرنيتشا في تموز/يوليو 1995 كان "قتالا ضد جماعات إرهابية"، نافيا المجزرة التي ذهب ضحيتها 8 آلاف رجل وطفل مسلم. وقد اعتقل توليمير في مايو 2007 في البوسنة والهرسك، وبدأت محاكمته في شباط/فبراير 2011، لكنها تأجلت عدة مرات بسبب سوء حالته الصحية. أما راتكو ملاديتش الملقب "بجزار البوسنة"، فألقي عليه القبض في صربيا العام الماضي، ويواجه الآن 11 تهمة من بينها مذبحة سربرنيتشا.