رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحدى المعارضين الجمهوريين بتنفيذه الصفقة التي عقدت مع الرئيس السابق "حسني مبارك" وإمداد الرئيس مرسي ب20 مقاتلة جوية أخرى من طراز F-16. وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية أقدمت على تلك الخطوة رغم ادعاءات أعضاء الحزب الجمهوري بأن مصر لم تثبت سعيها للديمقراطية وأن الأوضاع في مصر ليست مستقرة، فضلاً عن إمكانية استخدام تلك المقاتلات ضد إسرائيل. يذكر أن الولاياتالمتحدة ستزود مصر بحسب الصفقة ب20 مقاتلة جوية من طراز F-16 كجزء من صفقة مساعدات قيمتها مليار دولار أمريكي، علماً بأن المقاتلات الأربع الأولى ستصل مصر في 22 يناير المقبل بعد فحصها بقاعدة بورت وورث الأمريكية، والمعروف أن تلك الصفقة عقدت في عام 2010 في عهد الرئيس السابق "حسني مبارك". وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الخبراء الأمريكيين يتساءلون الآن في ضوء الاضطرابات السائدة بمصر عن مخاوف إرسال تلك المقاتلات لمصر التي تمتلك أسطولا جويا يضم 200 مقاتلة جوية. ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء الأمريكيين في السياسة الخارجية قوله لقناة "فوكس": "إذا انزلقت الاضطرابات في مصر لمواجهة مع إسرائيل، ستجد الولاياتالمتحدة نفسها في موقف محرج لأنها زودت مصر بتلك المقاتلات. وفي ضوء الوضع الشائك للميزانية الأمريكية، فإن دافع الضرائب الأمريكي لا يقبل أن يكون مورد السلاح الرئيسي لمصر". كما نقلت عن رئيس لجنة الشئون الخارجية البرلمانية، النائب الجمهوري "إيلينا روس ليتنن" قولها إن "حكومة الإخوان المسلمين لم تثبت بعد أنها شريكة في الديمقراطية مثلما وعدت. حكومة أوباما تريد فقط تدفق الأموال على مصر". وكان "أندرو شابيرو"، المسئول الكبير بالخارجية الأمريكية، قد أوضح في الشهر الماضي لماذا سيجري تنفيذ الصفقة في موعدها، قائلاً: "الإدارة الأمريكية تؤمن بأن اشتراط مساعداتنا لمصر هو توجه خاطئ، فمصر دولة ذات أهمية حاسمة في المنطقة وحليفة قديمة للولايات المتحدة، نحن نعتمد عليها في الدفع بمصالحنا بالمنطقة، بما في ذلك السلام مع إسرائيل ومواجهة التحديات في الملف الإيراني ومكافحة المتسللين ودعم العراق". وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الدكتور محمد مرسي رغم أنه تراجع بالفعل عن الإعلان الدستوري الذي يوسع صلاحياته لكن الدستور الجديد مازال قضية خلافية في الدولة المنقسمة بين مؤيدي الإخوان المسلمين الراغبين في دولة الشرعية ومعارضيهم، إلى جانب إصدار الرئيس بالأمس قرار الضبطية القضائية وتخويله الجيش صلاحية اعتقال المدنيين، ناهيك عن الاستفتاء على الدستور المقرر يوم السبت القادم الذي من شأنه إثارة حالة من الغليان - على حد تعبير الصحيفة.