السلطان هيثم بن طارق: نحرص على عمل المرأة مع الرجل جنباً إلى جنب فى مختلف المجالات مشاركة المرأة مؤثرة فى رؤية «عُمان 2040».. وساهمت بقوة فى بناء الدولة الحديثة تستعد سلطنة عُمان للاحتفال بالعيد الوطنى ال50 للنهضة والذى يوافق 18 نوفمبر من كل عام، حيث يحتفل العُمانيون بمرور 50 عاماً على انطلاق مسيرة التنمية وبناء الدولة الحديثة.. ولاحتفالات السلطنة هذا العام رونق خاص، حيث إنه يعد العيد الوطنى الأول تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق الحكيمة لسلطنة عُمان. وبالتزامن مع استعدادات السلطنة للعيد الوطنى، يأتى الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة ليوم المرأة العمانية السبت القادم الذى يوافق 17 أكتوبر من كل عام، وسط إنجازات كبيرة تحققت للمرأة العُمانية فى مختلف المجالات، وما حظيت به من مكانة مرموقة فى المجتمع العُمانى، وما تم توفيره لها من خدمات وبرامج انعكست على وضعها ومشاركتها للرجل فى مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية. اهتمام سلطانى وقد أولى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان أهمية كبرى للمرأة، وأكد شراكتها مع الرجل فى التنمية العُمانية المنشودة، وهو ما ظهر جلياً فى خطابه التاريخى الذى ألقاه فى 23 فبراير 2020 بعد توليه الحكم فى 11 يناير الماضى، حيث قال: «إن شراكة المواطنين فى صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطنى، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التى كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنباً إلى جنب فى مختلف المجالات خدمةً لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التى لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها». وترجم التشكيل الوزارى الجديد للحكومة العُمانية الذى صدر فى 18 أغسطس الماضى، اهتمام السلطان هيثم بن طارق بالمرأة، حيث منح ثقته السامية لثماني نساء وإضافتهن فى التشكيل الجديد للجهاز الإدارى للدولة، الذى يضم 3 وزيرات (التربية والتعليم، والتعليم العالى والبحث العلمى والابتكار، والتنمية الاجتماعية) و5 وكيلات لوزارات مختلفة، يحملن درجات الدكتوراه والماجستير.. ويشكل ذلك أبعاداً واضحة فى الاستمرار فى شراكة المرأة فى التنمية الشاملة والنهوض بالمجتمع، ويعكس ثقة سامية ويقيناً بأن المرأة ستلبى النداء مجدداً لخدمة السلطنة وتواصل حضورها فى مختلف الأصعدة لبناء مستقبل عُمان.. كما يفتح للمرأة العُمانية أبواباً وفرصاً جديدة ومشاركة مهمة فى تحقيق الرؤية المستقبلية للسلطنة «عُمان 2040»، وقد شاركت المرأة منذ البداية فى صياغة تلك الرؤية وتواصل اليوم العمل بخبراتها وعطائها المتجدد فى مرحلة مهمة جداً تتجه إلى المستقبل الزاهر.. وللمرأة العُمانية دور مهم وفاعل فى إعداد تلك الرؤية وكانت شريكاً أساسياً فيها بدءاً من مرحلة التحضير والتشخيص إلى مرحلة الاستشراف والسيناريوهات وكذلك التوجهات والمستهدفات حتى المبادرات الاتصالية والمؤتمر الوطنى، وقد شارك فى إعداد الرؤية أكثر من 41 ألف مشارك كانت نسبة مشاركة المرأة منها ما بين 30 - 35%. صدارة المشهد لقد أصبحت المرأة العُمانية اليوم فى صدارة المشهد المحلى على مختلف المجالات.. وعلى مدار 50 عاماً من النهضة العُمانية، حققت المرأة العديد من المكتسبات، ويعزز السلطان هيثم بن طارق مكانة المرأة فى المجتمع العُمانى يوماً بعد يوم باعتبارها شريكاً أساسياً فى التنمية، مستمداً نهجه من المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، الذى كان تعامله مع المرأة منذ الأيام الأولى للنهضة تعامل جناح فى جسد طائر، حيث قال السلطان الراحل: «الوطن فى مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذى يعتمد على جناحيه فى التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضاً منكسراً؟، هل يقوى على هذا التحليق». وإلى جانب مشاركة المرأة المُشرفة فى الجهاز الإدارى الجديد للسلطنة، فهى أيضاً سفيرة فى عدد من سفارات العالم، وعضوة منتخبة فى مجلس الشورى، وعضوة معينة فى مجلس الدولة، وتدير مؤسسات حكومية أخرى ومؤسسات مجتمع مدنى، كما أنها ضابطة تقود طوابير عسكرية وأكاديمية تعتلى المنابر وتدير دفة القيادة وتصنع وعياً جمعياً فى الجامعات. البرامج الحكومية لقد جسدت السياسات والخطط والبرامج الحكومية التى انتهجتها سلطنة عُمان منذ فجر النهضة العُمانية فى عام 1970م، مشاركة المرأة فى كافة المجالات، وساهمت التشريعات العُمانية فى إعطاء المرأة كافة حقوقها، وساعدها ذلك على قيامها بدور مهم فى التنمية إلى جانب الرجل وتعزيز دورها الوطنى فى مختلف ميادين الحياة باعتبارها فاعلاً أساسياً فى التنمية المستدامة.. وهيأت النهضة للمرأة اهتماماً كبيراً فى كافة المجالات، وتجاوبت المرأة مع هذا الاهتمام فساهمت فى مسيرة التنمية الشاملة وتحملت المسئولية إلى جانب الرجل فى مختلف الأنشطة، ليصبح تمكين المرأة ورعاية حقوقها أهم ركائز النهضة العُمانية. وكرم السلطان الراحل منذ بزوغ فجر النهضة على السلطنة المرأة العُمانية باستمرار، ما فتح المجال للمرأة للمشاركة فى التنمية، حيث تقلدت مناصب قيادية داخل وخارج السلطنة، وتوجت بتخصيص يوم المرأة العمانية فى 17 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذى يشارك فيه الرجل العُمانى الاحتفال بجانب المرأة فى يومها محققاً المساواة والتكامل بينهما على أرض الوطن.