يفتقر الشعب المصري منذ سنوات ثقافة ترشيد الاستهلاك في أنواع المرافق كافة حتى أصبحت عادة نرها كل يوم اهدار المياه في الشوارع بدون فائدة و ترك الإضاءة مشتعلة دون استخدام، فضلاً عن زيادة مديونات القطاعات الحيوية التى أدت إلى انخفاض مستوى كفاءة الخدمات. ويأتي إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن استهداف الحكومة، تركيب 600 ألف عداد غاز مسبوق الدفع، خطوة ثمنها بعض المتخصصين في حين رأى الآخر أنها صعبة التنفيذ في كافة أرجاء البلاد. من هذا المنطلق قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن ملف تركيب العدادات الذكية مسبوقة الدفع، في كل مجالات الكهرباء والغاز والمياه، وذلك بطرق الدفع الإلكتروني المختلفة، يأتي في عملية ترشيد الاستهلاك للموارد، لافتًا إلى أنه يتزامن مع خطة الدولة في تطوير الآليات وتقديم خدمة جيدة للمواطن. وأوضح كمال ل"بوابة الوفد"، أن ما حدث في الماضي من تراكم مديونيات قطاعات المرافق العامة أدى بدوره إلى انخفاض مستوى كفاءة الخدمات، مشددًا على أهمية ترشيد الاستهلاك في الكهرباء و إهدار المياه واستخدام السخانات لفترات طويلة خصوصًا في ظل الظروف المتعسرة التى تمر بها المنطقة. كما قال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن مسألة تركيب العدادات الذكية مسبوقة الدفع في مصر من الصعب تنفذها في مختلف أنحاء الجمهورية، لافتًا إلى أن الأمر يزداد صعوبة في مناطق القرى والنجوع. وأشار أبو العلا، إلى أن المواطن المصري يفتقر إلى ثقافة ترشيد الاستهلاك والتعامل و العدادات الذكية، موضحًا أن الأمر سيأخذ مراحل طويلة و يجب أن يتم بالتدريج حتى يستوعب المواطن. وأردف" ما قاله المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أنه يجري استكمال منظومة تركيب عدادات الغاز مسبوقة الدفع بعد نجاح تنفيذ مشروع تجريبي لاستخدام 20 ألف عداد بمناطق الأسمرات 1، 2 وبشائر الخير 1، 2، 3 ، في محافظة الإسكندرية، وفى ضوء التعاون الوثيق مع وزارة الإنتاج الحربي يعد عمل مشرف لقطاع الطاقة بوجة عام لكن العملية ستسير بشكل نسبي وليس كامل". من جانبه قال الدكتور مصطفى بدرة، أستاذ التمويل والاقتصاد، إن ملف تركيب العدادات الذكية مسبوقة الدفع، سيحجم من استغلال بعض الموظفين و التلاعب بالفواتير، لافتًا أنه مع خطة الدولة في التوسع العمراني هناك عجز في محصلين الكهرباء. وأضاف بدرة، أن الحكومة مع تركيب العدادات الذكية في مختلف المرافق ستعطي المواطن كارت شحن ومن ثم يستطيع الفرد أن يشحن على حسب احتياجه الشخصي، مشيرًا إلى أن الأمر سيسهل الحياة على من يملك أماكن للمصايف أو شقق سكينة لا يمضى بها طوال الوقت بدلًا من دفع المرافق طوال العام. وشدد بدرة، على أهمية وعى المواطن في الحفاظ على منافذ الطاقة كافة، مؤكدًا على دور عامل الكفاءة والتدريب من قبل الجهات المختصة لتلك العملية.
