الاستغفار من صفات المتقين و من الأذكارِ العظيمةِ التي جاءَ الحَثُّ على التَرغيبِ والإكثارِ منها هي الاستغفار، وَقَدْ رغَّبَ بهِ نوحٌ -عليه السلام- قومَهُ كما جاءَ في قصَّتِهِ التي أخبرَ بها -تعالى- في قولِهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}،[10]. فمن فضل الاستغفار في استجابة الدعاء،أنّه عَملٌ صَالحٌ، يجوزُ التوسلُ بهِ ليتحققَ مطلوبُ الإنسان، فيجوزُ للإنسانِ الاستغفارَ بنيةِ قضاءِ حاجةٍ لَهُ، أو بنيةِ إجابةِ دعاءٍ، فَطَلبُ المغفرةِ من الله -تعالى- يُعدّ من أعظمِ المطالبِ[11]. فالاستغفار من القرباتِ للهِ تعالى، وَصِيَغُ الاستغفارِ عَديدة، منها قول: "أستغفر الله"، أو "ربّ اغفر لي"، ولا يوجدُ عددٌ معينٌ للاستغفارِ لتتحققَ بِهِ الإجابة، فكلما أكثرَ العبدُ من الاستغفارِ كانِ زيادةً في الخيرِ لَهُ، وقد أخبرَ رسول الله أنَّ في لزومِ الاستغفار، انفراجٌ للهم، وسعةٌ في الرزق.