غدا افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الخامسة والثلاثين فى رسالة للعالم أن مصر مازالت يداً للحضارة والفن رغم كل دعاوى التأخر والحجر على حرية الإنسان والإبداع وب20 فيلماً من جميع أنحاء العالم مشاركين فى المسابقة الرسمية و16 من الدول العربية.. مع مسابقة جديدة تحمل اسم «أفلام حقوق الإنسان» ومجموعة مختارة من الأفلام العالمية ويفتتح المهرجان وزير الثقافة «صابر عرب» ويكرم المهرجان مجموعة من الفنانين وفى هذا العام اختارت إدارة المهرجان الفيلم المصرى «الشتا اللى فات» ليكون فيلم الافتتاح.
انتفاضة شعب مصر ترمى بظلالها على السجادة الحمراء فى الوقت الذى تبسط فيه وزارة الثقافة سجادتها الحمراء فى ممرات دار الأوبرا لاستقبال ضيوف حفل افتتاح الدورة ال35 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى تستعيد الثورة مخالبها التى تنشبها فى جسد الطغيان بمليونية تسعى لمواجهة ديكتاتورية الإخوان ليفترش ثوار مصر أرصفة ميدان التحرير وطرقاته التى تشبعت بدماء شهداء وجرحى شارع محمد محمود لتبدو هى الأخرى بساطاً أحمر لا يؤدى إلى المسرح الكبير ولكنه يؤدى إلى حرية هذا الوطن. ورغم حالة الغليان التى يعيشها الشارع المصرى إلا أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الجديدة والقديمة فى الوقت نفسه أبدت استياءها من الاستفسار عن الترتيبات النهائية لحفل افتتاح المهرجان السينمائى الأهم فى مصر، ومدى تأثير مليونية اليوم عليه، خاصة أن الداخلية منهمكة بالتراشق بالحجارة مع المتظاهرين فى شارعى محمد محمود وقصر العينى خاصة أن دار الأوبرا لا يفصلها عن ميدان التحرير سوى كوبرى قصر النيل. وقد يكون السبب الأساسى وراء حالة الاستياء والتبرم من مجرد السؤال عن مصير المهرجان هو حالة التربص بالدورة الحالية بعد الصراع على حضانة المهرجان بين مؤسسة يوسف شريف رزق الله وجمعية كتاب ونقاد السينما الذى انتهى بعودة المهرجان لأحضان وزارة الثقافة بتجاهلها لحكم القضاء الإدارى بإعادة الإعلان عن المهرجان مرة أخرى قبل إسناده لإحدى منظمات المجتمع المدنى. ولأننا من المتربصين بالمهرجان، كما يرى القائمين عليه لمجرد مطالبتنا بالشفافية والحق فى إتاحة المعلومات حول الحدث السينمائى الأهم فى مصر وهو اتهام مألوف مع انتشار ظاهرة التخوين والاتهامات بالعمالة التى تفشت بعد قيام الثورة من خلال أبواق النظام السابق واستمرت مع صعود الإخوان لسدة الحكم وهو ما دفع وزير الثقافة لإصدار بيان يعلن فيه عن افتتاح المهرجان فى موعده المحدد ويرجو من وسائل الإعلام عدم الانسياق وراء الأخبار التى تروج لفكرة إلغاء المهرجان لتزامن افتتاحه مع مليونية الثلاثاء والأحداث المؤسفة التى تعيشها مصر والغريب أن البيان المقتضب لم يوقعه الوزير الفنان محمد صابر عرب، ولكنه حمل توقيع المركز الصحفى للمهرجان الذى يضم زملاء أفاضل قاموا بجهد كبير لتحقيق غطاء إعلامى للدورة التى تقام فى وقت ضيق وظروف صعبة ونأمل أن تخرج مختلفة عن الدورات الأخيرة للمهرجان. ورغم صعوبة الإعداد لمهرجان سينمائى دولى فى وقت قصير كهذا إلا أن الدورة الجديدة من المهرجان تضم العديد من البرامج والأقسام الجديدة التى قد تضيف إلى مضمونه ولكن تبقى أزمة المهرجان فى سوء التنظيم الذى قد يتقلص بحصره بين أبنية دار الأوبرا المصرية مع إن هذا القرار الذى طالبنا بتنفيذه طويلاً بتخصيص قصر للمهرجانات لم يأت إلا بعد تخلى موزعى السينما المصرية عن المهرجان وهروب دور العرض السينمائى منه مع بداية الأزمة المالية العالمية ومجاورة دورته الرابعة والثلاثين لموسم عيد الأضحى ولكن الدورات الأخيرة أثبتت ضعف إدارة المهرجان التى هوت به للحضيض فى فترة رئاسة عزت أبوعوف والذى يترك كل الأمور فى يد المرأة الحديدية سهير عبدالقادر، نائب رئيس المهرجان، والتى تديره حسب أهوائها وترتكب الكثير من الأخطاء التى لا يحاسبها أحد عليها لسطوتها فى وزارة فاروق حسنى والتى لم تفقدها بسقوط النظام القديم الذى يعيد إنتاج نفسه فى جميع مناحى الحياة بما فيها السينما ليعيد سهير عبدالقادر مرة أخرى للتحكم فى المهرجان الذى تعتبر الدورة السابقة أسوأ دوراته على الإطلاق وما نتمناه هو أن يخرج المهرجان بصورة مشرفة وأن يمر حفل الافتتاح الذى يقام مساء اليوم بسلام وألا تتناثر دماء المتظاهرين فى التحرير على جبين وزير ثقافة الإخوان أثناء مروره فوق السجادة الحمراء.