بعد أن طال التغيير الشامل جميع نواحي الحياة في مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصارت هناك صفحة جديدة لمصر ما بعد ثورة 25 يناير التي امتدت آثارها وانعكست على مختلف الأصعدة والمستويات، كان من المحتم الوقوف عند الآثار الاجتماعية التي طرأت على الأسرة المصرية، وملاحظة التغييرات التي طرأت على تلك العلاقات الإنسانية بين الأزواج والزوجات داخل البيوت المصرية تأثرا بالثورة الشعبية المصرية. وفي هذا الصدد تؤكد الأستاذة دعاء النحراوي المستشارة الأسرية ومدربة التنمية البشرية في حوارها مع "بوابة الوفد الإليكترونية" أن الأزواج والزوجات يعترفون بأنفسهم أن الثورة كان لها تأثيرها الإيجابي والجذري عليهم في مجال علاقاتهم الإنسانية ببعضهم البعض. فبعد غياب لغة الحوار البناءة بين الأزواج والزوجات لسنوات طويلة، شهدت فيها البيوت المصرية سنوات عجافا من حالة الحوار الصامت غير المعلن بين الأزواج والزوجات من قبل كل طرف تجاه الآخر. أصبحت الزوجة أكثر وعياً وادراكاً ومعرفة بحقوقها، تتمتع بالشجاعة والإقدام على المطالبة بحقها في تغيير ما تراه من أوضاع خاطئة، وخلل واضح في مجال علاقتها مع زوجها التي صارت تطالبه بحقها عليه أن يستمع لها ولمشكلاتها من أجل أن يعملا سوياً على حلها. وأدرك الأزواج خطورة غياب أو تهميش دور الحوار الموضوعي مع الزوجة والإنصات لها بعناية، الذي يعمل غيابه أو تهميشه على صناعة نوع من الكبت الداخلي الذي سرعان من أن يولد الانفجار، مما دفع الزوج إلى العمل على الاستماع للزوجة بإنصات والعمل على تدبر ما يؤرقها، وما ينغص عليها معيشتها معه والعكس صحيح. وبذلك فإن التغيير فيما يخص حالات الاستشارات الزوجية قد ناله التغيير بنسبة تقارب 95% التي عرفت مصطلح "مائدة المفاوضات" لأول مرة، والرغبة الحقيقية في العمل على تدشين أسس حوار بناء قوامه لغة راقية ومهذبة ومتحضرة. وبعد أن كانت تزور السيدات مراكز الاستشارات الأسرية بمفردهن دون اصطحاب الأزواج ليتحدثن عن مشاكلهن مع أزواجهن من منظور واحد، ورؤية أحادية، صار الازواج يهتمون بشدة ويحرصون على اصطحاب زوجاتهم لمناقشة مشكلاتهم الزوجية والأسرية من منطلق الرغبة والتصميم على تحريك المياه الراكدة في علاقة كل طرف بشريك الحياة.