لم تهدأ نفوس المصريين بعد حادثة صفع عامل مصري بالكويت من قبل أحد المواطنيين الكويتيين، والمطالبة برد حقه وكرامته التي أهدرها هذا الفعل غير الأخلاقي، حتى استيقظ جموع المصريين على خبر مقتل شخصين من أبناء الجالية المصرية العاملين بالمملكة العربية السعودية رمياً بالرصاص، على يد مواطن سعودي، كانت تجمعهم به علاقة عمل، إثر خلاف نشب بينهم، مساء أمس الإثنين. وقام المواطن السعودي الذي يقيم بمدينة حريملاء التابعة لمنطقة الرياض، وهي المنطقة نفسها التي تمت فيها جريمة القتل، باستدعاء المغتربين المصريين إلى الاستراحة الخاصة به وبادرهم بإطلاق النار عليهما من الخلف بواسطة بندقية آلية، ما أدى إلى مقتلهما في الحال. والشخصان المصريان اللذان تم قتلهما، هما عز الدين محمد عبدالشافي، وعادل عبدالإله حسين، من مواليد قرية البطحة التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا. وتدخلت على الفور السفارة المصرية في السعودية لمتابعة سير التحقيقات في الواقعة. مستشار الاتحاد العام للمصريين في الخارج يكشف للوفد ملابسات الحادثة: كشف علي عويس، مستشار الاتحاد العام للمصريين في الخارج، عن أسباب حادثة مقتل شابيين مصريين على يد أحد السعوديين بالمملكة العربية السعودية، بعد اطلاق النار عليهم بسبب خلافات في الأموال. وأوضح عويس في تصريحات خاصة للوفد، أن المتهم السعودي أراد تركيب خزان مياه بمنزله، وطلب 3 عمال، وبعد أن انتهى العمال المصريون الثلاثة من تركيبه، اختلفوا على السعر، مؤكدا أنه على الفور قام السعودي بإخراج مسدسه الخاص واطلق النار عليهم، واحد منهم توفى في الحال، والثاني توفى بعد وصوله المستشفى، والثالث ما زال على قيد الحياة. وأضاف مستشار الاتحاد العام للمصريين في الخارج، أن السفارة المصرية ووزارة الهجرة تتابع عن كثب إجراءات التحقيق في الواقعة، وعملية نقل الجثامين، مشيرا أن السلطات السعودية لن تنتهي من تلك الاجراءات قبل عيد الأضحى، نظرا للاجازة الرسمية المقررة في البلاد تلك الايام، وضرورة الكشف الدقيق والتحقيق في الحادث بدقة متناهية حتى يتم خروج الجثامين وشحنها الى مصر. أهالى المواطنين المصريين المغتربين يطالبون بالقصاص: طالب أهالى المواطنين المصريين المغتربين، الذين تم قتلهما أمس الاثنين على يد كفيل بالمملكة العربية السعودية بالقصاص من قاتل أبنائهما، مطالبين السفارة المصرية بمتابعة السير التحقيقات، وسرعة إنهاء إجراءات عودة الجثث لمصر . وأوضح عرفة محمد بديع ابن عم المقتولين، "تلقينا خبر وفاتهما أمس من أقاربنا الموجودين بمنطقة السلطانة التي وقعت فيها الجريمة والتي تبعد مسافة 50 كيلو متر من العاصمة الرياض". وتحدث عرفة عن ملابسات الواقعة كما وردت إليه أن المجني عليهما كانا يعملان في مسكن تحت الإنشاء ملك كفيل سعودي، لإنهاء بعد أعمال النجارة بحكم طبيعة مهنتهما ليطلب منهما الكفيل السعودي القيام بتركيب بعض أعمال السباكة، وفور اعتراضهما بحكم عدم درايتهما بأعمال السباكة طلب منهما الذهاب لاستراحته الخاصة وفور جلوسهما بادرهما بإطلاق وابل من الأعيرة النارية، صوبهما ما أدى إلى مقتلهما في الحال وإصابة حارس ثالث سوداني الجنسية. وذكر ابن عم المتوفين أن المجني عليه الأول ويدعى عبد الإمام حسين محمود 43 عاماً، يعمل نجار مسلح بالمملكة العربية السعودية، ولديه 5 أطفال بنتين و3 أولاد أكبرهم سناً في المرحة الابتدائية، وله ما يقرب من عامين يعمل بالسعودية، و المجني عليه الثاني ويدعى عز الدين محمد عبد الشافي 55 عاماً، ولديه 6 أبناء بنتين و4 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة، وهم أبناء عمومه، من مواليد قرية البطحة التابعة لمركز نجع حمادي بقنا. وزيرة الهجرة تتابع عن كثب الحادثة وتؤكد على تسليم الجاني لنفسه: تتابع السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج –بالتنسيق مع البعثة الدبلوماسية المصرية بالمملكة العربية السعودية- عن كثب حادث مقتل مصريين اثنين يعملان في مجال الإنشاءات (نجارين مسلح)، على يد مواطن سعودي طلقًا بالرصاص، وذلك بعد أن نشبت مشاجرة حادة بينهما وبين المواطن السعودي تحولت إلى جريمة جنائية، وذلك أثناء قيامهما ببعض الأعمال الإنشائية في بناء يملكه المواطن السعودي. وقد أكدت السفيرة نبيلة مكرم أن الجاني قد اعترف بارتكاب جريمة القتل وقام بتسليم نفسه إلى السلطات السعودية، مشيرة إلى أنه تم التحفظ على الجثتين بسبب استمرار التحقيقات، كما تبين أن المواطنين المصريين الاثنين من مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، أحدهما يدعى "عادل عبد الإمام حسين – مواليد1983" والآخر يدعى "عز الدين محمد عبد الشافي - مواليد 1967". وأهابت وزيرة الهجرة بالمواطنين عدم الانسياق وراء أي أخبار غير مدققة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على المتابعة الفورية لأي حادث يتعرض له المواطنين بالخارج من قبل كافة أجهزة الدولة المعنية. وقالت الوزيرة إن مثل هذه الحوادث تصدر عن فرد ولا تعبر عن المجتمع السعودي، الذي يتعامل مع المصريين على أنهم أخوة أشقاء تجمعهم روابط تاريخية، مضيفة: "أننا نثق في القضاء السعودي وأن الجاني سينال جزاءه وفقًا للقوانين الحاكمة بالمملكة العربية السعودية". تفاعلات غاضبة بعد مقتل مصريين بالسعودية: حيث أثارت جريمة القتل ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، ودفعت وزيرة الهجرة المصرية للتعقيب ومحاولة تهدئة هذا الغضب، بعد مطالبتهم بالقصاص، ورد حقوق المصريين المغتربين وكرامتهم، التي لاحقتها الأضرار في الفترات السابقة.