سورة الرحمن سورة من سور كتاب الله -عزَّ وجلَّ- بدأت باسم من أسماء الله الحسنى ولم يتقدَّم هذا الاسم شيء، تعدّ سورة الرحمن سورة قرآنية اجتمعت فيها مظاهر الإعجاز القرآني كلّها، من إعجاز بلاغي وعلمي وتشريعي، فقد تكررت في هذه السورة الآية التي يقول فيها الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} إحدى وثلاثين مرة، وهي سورة عددت نِعم الله تعالى الكثيرة التي أنعم بها على عباده، وفصَّلت في هذه النعم الظاهرة منها والباطنة، وظهر فيها الإعجاز العلمي في أبهى صوره، فقد شرحت هذه السورة في بدايتها كيفية تسيير الأفلاك وكيفية تسخير السفن في البحر، إضافة إلى الحديث عن بداية خلق الإنسان من الطين من حمأ مسنون، وتحدّثت عن الإعجاز العلمي في البحار، وقد تميَّزت هذه السورة بأسلوبٍ بلاغي إلهي عظيم، بدأه الله تعالى بالترهيب والوعيد ثمَّ الترغيب، ثمّ أمعن في التفصيل في الجنة وما فيها من نعيم هيأه للمؤمنين الصالحين، جزاءً منه على ما قدموا من خير، وخُتمت هذه السورة التسبيح والذكر، قال تعالى: {تبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِْ} [3]، فتبارك اسم الله ذي الجلال والإكرام.