يسأل الكثير من الناس عن حكم الشك فى الصلاة فأجاب الشيخ ناصر ثابت العالم بالاوقاف وقال شكّ المُصلّي في صلاته يترتّب عليه إصلاح الخطأ، أو الخلل الذي شكّ فيه، واختلف العلماء في ذلك، وذهبوا إلى ثلاثة أقوالٍ، بيانها فيما يأتي: القول الأوّل: قال كلٌّ من المالكيّة، والشافعيّة إنّ مَن شكّ في صلاته، فلم يعلم إن سجد مرّةً واحدةً، أمّ مرّتين، فإنّه يُتمّ صلاته بناءً على ما تيقّن لديه، ثمّ يؤدّي ما شكّ فيه، ويسجد للسّهو؛ استدلالاً بما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا سَها أحدُكُم في صلاتِهِ فلم يَدْرِ واحدةً صلَّى أو اثنتَينِ؟ فليبنِ علَى واحِدةٍ فإن لم يَدرِ ثِنتينِ صلَّى أو ثلاثًا فليبنِ علَى ثنتينِ فإن لم يَدرِ ثلاثًا صلَّى أو أربعًا؟ فليَبنِ علَى ثَلاثٍ، وليَسجُدْ سَجدَتينِ قبلَ أن يسلِّمَ). ولِقوله -عليه السلام- أيضاً: (إذا شكَّ أحدُكم في صلاتِه فلْيُلْقِ الشكَّ، ولْيَبنِ على اليقينِ، فإذا استيقنَ التَّمامَ سجد سجدتَينِ، فإن كانت صلاتُه تامَّةً كانت الركعةُ نافلةً له والسجدتانِ، وإن كانت ناقصةً كانت الركعةُ تمامًا لصلاتِه والسجدتانِ تُرغِمانِ أنفَ الشيطانِ). القول الثاني: قال الحنفيّة بأنّ المُصلّي إن شكّ في صلاته، فإنّه يبني صلاته ويتمّها بناءً على غلبة ظنّه، حتى وإن لم تتحقّق غلبة الظنّ، فيُتمّ صلاته بناءً على ما تيقّن في نفسه؛ استدلالاً بالأحاديث السابقة، وبما رُوي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ. القول الثالث: فرّق الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- بالشكّ في الصلاة بين الإمام والمنفرد؛ فالمنفرد يبني صلاته ويتمّها بناءً على ما تيقّن لديه، أمّا الإمام فيُذكّره المُصلّون بالخطأ، ويُنبّهونه عليه. وإن راود المُصلّي شعور بالشكّ بعد الفراغ من الصلاة، فلا أثر له؛ فاليقين لا يزول بالشكّ إلّا إن تيقّن في نفسه بالزيادة أو النقصان، أمّا إن شكّ في الزيادة حين أدائها، فإنّه يسجد للسَّهو.