يسأل الكثير من الناس عن هل يجوز الصلاة داخل الكعبة أو على سطحها فأجاب الشيخ محمد عبد الله امام مسجد السلام بالمنيب وقال الصلاة في الكعبة جائزة، بل مشروعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة لما فتح مكة، دخلها وصلى فيها ركعتين، وكبر ودعا في نواحيها عليه الصلاة والسلام، وجعل بينه وبين الجدار الغربي منها حين صلى ثلاثة أذرع عليه الصلاة والسلام، وقال لعائشة في حجة الوداع لما أرادت الصلاة في الكعبة: صلي في الحجر فإنه من البيت. لكن ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يصلي فيها الفريضة، بل تصلَّى في خارجها؛ لأنها هي القبلة فتصلى الفريضة في خارجها، وأما النافلة فلا بأس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيها النافلة ولم يصل فيها الفريضة. والصواب: أنه لو صلى فيها الفريضة أجزأه وصحت، لكن الأفضل والأولى: أن تكون الفريضة خارج الكعبة خروجا من الخلاف، وتأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى بالناس الفريضة خارج الكعبة، وتكون الكعبة أمام المصلي في جميع الجهات الأربع في النافلة والفريضة، وعليه أن يصلي مع الناس الفريضة، ولا يصلي وحده. و بيّنت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية أنّ بناء الكعبة المشرفة تمّ أربع مرات؛ الأولى منها ما بناه النبي إبراهيم عليه السلام، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)،[7] وبقي ما بناه إبراهيم قائماً أكثر من ألفي عام، إلى أن أصبح معرّضاً للسقوط، وسكنته الحشرات والهوام في عهد قريش، ثمّ أعادت قريش بناءه، وكان ذلك قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وممّا حدث في ذلك أنّ الناس اختلفوا في موضع الحجر الأسود، حتى احتكموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام.[8] والبناء الثالث للكعبة المشرفة كان على يد عبد الله بن الزبير، عندما احترقت في عهده بعد سنة ستين من الهجرة، وكان بناء عبد الله بن الزبير للكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام، فأدخل فيها حجر إسماعيل، وجعل لها بابَين في الشرق والغرب ملتصقين بالأرض، والبناء الرابع كان عند مقتل ابن الزبير، حيث كتب الحجاج إلى عبد الملك ليخبره بأن ابن الزبير بنى الكعبة على غير ما بنته قريش، فردّ عليه عبد الملك أن يهدم الكعبة، ويعيد بناءها من جديد، بأن يفصل الحجر عنها، ويجعل للكعبة باباً واحداً مرفوعاً عن الأرض، وقال المحققون بأنّ ما فعله ابن الزبير هو الصحيح.