لقب محمود درويش بشاعر الثورة والوطن، وهو أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ساهموا في تطوير الشعر العربي في العصر الحديث الذي شهد حالة فريدة في شعر درويش الذي مزج حب الوطن بالحبيبة الأنثى. الفتاة ريتا هي محور حياة محمود درويش وقصه حبه الحقيقية التي طالما كانت مصدر الالهام والفكرة التي تغني بها في جميع أعماله الخالدة باسم تلك المحبوبة مثل "شتاء ريتا الطويل" وريتا والبندقية وغيرها. كشف الفيلم الوثائقي"سجل انا عربي" الذي عرض في تل أبيب عن الهوية الحقيقية ل"ريتا" واسمها الذي تعمد درويش اخفاءه عن الجماهير، ولكن كشفته عدد من خطابات الحب التي كتبها درويش إلى حبيبته باللغة العبرية التي كان يجيدها. وكانت المفاجأة في احد الخطابات التي تعكس مدى حب درويش لتلك الفتاة وتعلقه بها بقوله: أردت أن أسافر إليك في القدس حتى أطمئن وأهدئ من روعك، وتوجهت بطلب إلى الحاكم العسكري لكي أحصل على تصريح لدخول القدس لكن طلبي رُفض. وتطرق بقوله :حبيبتي تامار أؤكد لك أنني معك وأنك لست وحدك، ربما ستعانين بسببي، ولكنني أقف إلى جوارك شكرًا لك يا تامار لأنك جعلت لحياتي طعمًا.. إلى اللقاء.. حبيبك محمود. ومن هنا اكشفت ابتسام مراعنة مخرجة الفيلم بعد محاولات عديدة في سبيل التعرف علي الشخصية الحقيقية تامار التي سرعان ما التقت بها برلين حيث تعيش الآن، وهي فتاة يهودية إسرائيلية من أب بولندى وأم روسية عملت راقصة، وقد التقى بها درويش لأول مرة وهى في السادسة عشر من عمرها بعد انتهائها من أداء رقصتها خلال حفل للحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان درويش أحد أعضائه قبل استقالته. وهذا ما اكده درويش في مقابلة أجراها عام 1995 مع الشاعر اللبناني عباس بيضون، أن نكسة يونيو 1967 أنهت قصة الحب الحقيقية في حياته مع ريتا التي لم يعد للعاطفة بينمها مكان في ظل الحرب بين الجسدين بالمعنى المجازي والتي أيقظت بداخله معني أخر وهو حب الوطن قائلا: تصور أن صديقتك جندية تعتقل بنات شعبك في نابلس أو القدس ذلك لن يثقل فقط على القلب ولكن على الوعي أيضًا. ومن هنا كتب درويش نهاية مؤلمة لقصة حبه الوحيدة والتي طالما تغني باسم حبيبته في جميع أعماله.توفي محمود درويش في عام 2008م بمدينة تكساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية أثر خضوعه لعملية جراحية في القلب.