الاستقامة على منهج الله من علامات قبول العمل ، ولقد نهى الله تعالى عن قتل الإنسان لنفسه، بما يُسمَّى (الانتحار) فقال تعالى:{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [النساء: 29]. وجاءت الشريعة بحفظ روح الإنسان، وألاَّ يلقي بنفسه إلى التهلكة، فقال تعالى:{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]. ونهانا عزَّ وجلَّ عن قتل الآخرين إلاَّ بالحق، فقال تعالى {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151]. ونهى تعالى على قتل المسلم لأخيه المسلم، فقال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ 0للَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:92]. وكتب الله القصاص على كلِّ من قتل المسلم قاصداً فقال تعالى:{يٰأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ 0لْقِصَاصُ فِي 0لْقَتْلَى} [البقرة:178]. وبيَّن تعالى أنَّ من قتل نفساً بغير حق فكأنَه قتل جميع الناس؛ لما في ذلك من الاعتداء على كرامة الإنسان معصوم الدم، فقال تعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}[ المائدة: 32]. وبيَّن تعالى أنَّه قد حرَّم على الناس بعض المطعومات لما فيها من ضرر بالغ على أنفسهم، وقياماً منهم بعبوديّة الله والانصياع لأوامره، والانزجاء عن نواهيه، وفتح للناس مخرجاً شرعياً في ذلك بجواز الطعام منها في حالة الاضطرار الملجئ، فقال:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ 0لْمَيْتَةَ وَ0لْدَّمَ وَلَحْمَ 0لْخنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ 0للَّهِ بِهِ فَمَنِ 0ضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ 0للَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل:115]، وقال تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا 0ضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام:119]. وحثَّ تعالى على حفظ الأنفس وعدم الإسراف بالطعام لئلاً يختل بنيان الإنسان، فقال : {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [سورة الأعراف:31]. وقد حثَّ تعالى عباده على حفظ ألسنتهم من الاعتداء على الآخرين بقولهم وكلامهم، فقال تعالى قال تعالى: {وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ 0لَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ 0لشَّيْطَٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ 0لشَّيْطَٰنَ كَانَ لِلإِنْسَٰنِ عَدُوّا مُّبِينًا} [الإسراء53].