مازال المصريون يفترشون أرصفة التحرير لتبديل الوزارات والأشخاص بينما تتفاقم مشكلة المياة في مصر ونحن نيام! يندمجون بين جمعة وأخري في تركيز تام لاختيار أسماء لتولي تسيير الأعمال لمدة أسبوع أو اثنين في حين تتوغل إسرائيل وقد أنفقت كل ما هو غال وثمين من أجل الالتفاف حول مصر في شتي الاتجاهات.. حرب من نوع جديد ومازلنا نفترش الأرصفة للمطالبة بمحاكمة رؤوس الفساد! لا شك أن الفساد حدث بالفعل وعاني الشعب منه طويلاً واليوم نحصد نتائجه لكن هناك حياة لا يجب أن تتوقف! الشعب المصري ينظر فقط تحت أقدامه إذ يتشبث بتصفية حسابات يمكن أن تأخذ سبيلها للتحقيق دون ضياع الوقت وتشتت الجهود فالجيش المصري له مهام أخري أظنه في حاجة ونحن أيضاً للالتفات إليها والاهتمام بها فتواجد القوات المسلحة داخل البلاد وانشغالها بالشأن الداخلي يضعف الحماية علي حدود مصر والعالم من حولنا لن يقف صابرا لمشاهدة ما يجري علي أرض مصر صامتاً بل هناك حسابات وأجندات تنتظر القوي الخارجية الفرصة لتنفيذها بين عشية وضحاها ونحن مازلنا نياماً تتركز اهتماماتنا في إطار التشفي وتصفية الحسابات في حين أن التحقيقات تأخذ مجراها من قبل متخصصين تتفتح أمامهم بؤر فساد لم نكن نعلم عنها شيئاً في حين يتم الإعلان عنها بوضوح دون التستر علي مرتكبيها. إذن هناك ما هو أهم الآن خاصة أن أموال مصر التي خرجت لن يمكن استعادتها في غضون ساعات بل ليس أقل من سنوات هذا إذا عادت! بينما تم الإعلان عن تشييد أثيوبيا خمسة سدود مما يهدد مصر في الحصول علي حصتها المعتادة وبالتالي هناك تهديدات بتقليص حصة المياة التي تحصل عليها مصر أتصور في هذا الشأن أن يشكل المجلس الأعلي للقوات المسلحة لجنة من العلماء المتخصصين والخبراء في هذا المجال مع ممثلي الجيش والخارجية لدراسة حازمة وقاطعة ترتكز علي حلول جدية إذ إن الدبلوماسية وحدها لم تعد كافية في ظل وصول عدد السدود التي تم بنائها لتقليص حصة المياة وقد أطلقوا عليها الألفية العظمي إلي خمسة سدود علي حدود السودان ولا أظن أن ذلك تخطيط أو فكر أثيوبي فلنرجع إلي الأجندة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة والتي تتم خطواتها بدراسة متأنية وتنفيذ محكم بدءاً من إقامة العلاقات الوطيدة مع الدول الأفريقية والاستثمار الهادئ المنظم الذي يستغل كل الموارد المتاحة وغير المتاحة ومازلنا نحن نفترش أرصفة ميدان التحرير في حال هيمنة أثيوبيا علي ما يقرب من خمسة وثمانين بالمائة من المياه التي تستخدمها مصر سنتبين حجم الكارثة الحقيقية التي تنتظرنا ما يدور الآن من مخاطبة للمجتمع الدولي ومن قبلها مخاطبة أثيوبيا استغرق وقتاً كافياً لبناء هذا الكم من السدود بينما نحن مستغرقون فيمن يبقي علي كرسي الوزارة ومن يتولي بعده ومن سرق لاستهلاك كل طاقات الشعب في الوقوف فقط لحبس سارقي أموال مصر! القادم أخطر.. القادم أخطر.. في حين نواجه أيضاً تهديداً آخر للحدود المصرية من جهة الأراضي الفلسطينية إذ هناك محاولات مستميتة بالزج بآلاف الفلسطينيين للدخول إلي غزة المصرية عبر سيناء لندخل في دائرة مفرغة من جديد فيا شباب مصر ماذا أنتم وقتها فاعلون ؟! الجيش المصري له مهام كبيرة وعظيمة تستحق مساندته في خلق حلول عملية تتشكل معها لجان يثق فيها جميع الأطراف تتصف بالدبلوماسية والحزم أيضاً في حين تؤمن القوات المسلحة حدود مصر من أعدائها الحقيقيين.. فيا شباب مصر أنتم الوقود الحقيقي لمصر أنتم القوة التي تتفجر وقت الخطر.. فاحذروه.. [email protected]