أكدت الدكتورة سحر السنباطي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث، والذي لقيت فيه الطفلة بدور مصرعها نتيجة لخضوعها لعملية ختان، قد ساهم في كسر حاجز الصمت ضد هذه الجريمة، وكان بمثابة صحوة مجتمعية كبيرة لكافة فئات المجتمع والتي أعلنت رفضها لجريمة تنتهك الحقوق الأصيلة للطفلة وكرامتها الإنسانية. وأوضحت السنباطي، أن هذا اليوم ساعد على ظهور خطاب ديني إسلامي ومسيحي صحيح ضد ممارسة ختان الإناث، قائلة: "أننا في هذا اليوم نعلن تكاتفنا ونجدد التزامنا للقضاء على جريمة ختان الإناث حتى نضمن حق الطفلة في الحياة وفي تنشئة سليمة لا تكدر صفوها أي عنف أو انتهاك، ونحن قادرون على ذلك، قادرون على التخلص من كل الموروثات البالية والأكاذيب والمغالطات الدينية التي تكرس للجهل ولطفولة بائسة ومنتهكة". وأضافت "السنباطي"، أنه كان لزاماً علينا توحيد كافة الجهود لمواجهة ومكافحة جريمة ختان الإناث تحت مظلة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة والتي تأتي اتساقا مع الإطار الاستراتيجي والخطة الوطنية للطفولة والأمومة 2018 -2030 وأهداف التنمية المستدامة رؤية مصر 2030. وأشارت" السنباطي"، إلى أنه خلال الفترة الماضية ومنذ إنشاء اللجنة في مايو 2019، وحتى الآن قد عمل المجلس بكل جد وعزم على أن يقضي على هذه الظاهرة وعلى الوصول لأكبر عدد من المستفيدين ومحاورتهم ومناقشتهم في الادعاءات والأسباب الواهية التي تحيط بتلك الجريمة، فضلاً عن أنه أحدث حراكاً مجتمعيا كبيراً وطرح القضية مرة أخرى بقوة ووضعها على أجندة أولويات الدولة، كنا أنه أحدث أيضًا حراكاً واسعا من ممثلي اللجنة والمجتمع المدني بقطاعيه الوطني والدولي. وتابعت: "أن 80 % من جرائم تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى تتم بيد أطباء وأن هذه الجريمة طالما تسببت فى أضرارا نفسية وجسدية بالغة للإناث فضلاً عن مصرع العديد منهن، في حين أن هذه الجريمة لا علاقة لها بالطب ولا يوجد مصطلح طبي بهذا المعنى نهائياً وإنما ما يحدث تحت ستار المبررات الطبية هو خداع وتحايل ولن نتسامح في حق أي فتاة ترتكب في حقها هذه الجريمة وهذا التشوية". وأكملت: "ونحن مستمرون في عملنا لمجابهة كل الأفعال التي من شأنها أن تشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال والفتيات، مناشدة الأهالي والأسر أن ينظروا إلى أطفالهم بعين الرحمة وألا يزجوا بهم في مثل هذه الجرائم وألا يضحوا بهم لأسباب ليس لها أساس ديني بل هي مغالطات دينية وعادات ضارة وأن عفة البنت أساسها التربية السليمة". ولفتت إلى أنه قد جاء رد مجمع البحوث الاسلامية حاسماً في هذه القضية والذي أقر على أن الرأي الشرعي والطبي استقر على أن ختان الإناث من العادات الضارة التي لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل معتبر من أدلة الشرع الإسلامي، وأطالب المواطنين سرعة التحرك والإبلاغ عن جرائم ختان الإناث على الخط الساخن خط نجدة الطفل 16000. وأكدت أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن التعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث قد أسفر خلال عام من عمر اللجنة عن تنظيم 747 نشاط استهدف 22,109,124 سيدة وفتاة ورجل وطفل في القرى والنجوع على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك فى مختلف المجالات، مثل تنظيم قوافل طبية وتثقيفية وحملات اعلامية توعوي ، واستقبال شكاوي، ورفع كفاءة البناء المؤسسي، وحملات طرق الأبواب تحت شعار " احميها من الختان" من خلال فروع المجلس القومي للمرأة. واختتمت: "بالإضافة إلى لجان حماية الطفولة التابعة للمجلس القومي للطفولة والأمومة بالمحافظات لتوعية السيدات والأهالي في المراكز والقري والنجوع بخطورة هذه الجريمة وأضرارها على مستقبل الفتيات وعلى فرصهن في الحياة بصورة طبيعية، فضلاً عن تخصيص حملة ال 16 يوم من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة التى أطلقت خلال الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر 2019 للتوعية بهذه القضية. الجدير بالذكر تحل غداً ذكرى الاحتفال باليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث والذي يوافق الرابع عشر من شهر يونيو من كل عام. وأنشئت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في شهر مايو 2019، حيث تم الإعلان عن تشكيلها خلال اجتماع الدكتورة مايا مرسى مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي فى 21 مايو 2019. كما تضم اللجنة في عضويتها ممثلين من كل الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدني المعنية، بالإضافة الى التعاون مع شركاء التنمية. كما تعد اللجنة الوطنية جزءا لا يتجزأ من جهود الدولة المصرية لحماية حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة والطفلة الأنثى بشكل خاص.