ليس غريباً علي حزب الوفد وقوفه الي جوار الدولة الوطنية المصرية، وليس جديداً أن يقف الوفد صلبًا مع الدولة والأمن القومي المصري، فمنذ مائة عام أو يزيد وهذا هو منهج الوفد الذي لا يحيد عنه ولا يبتعد عنه قيد أنملة، وعلي مدار تاريخ الحزب العريق وهو يؤصل لهذه العقيدة الوطنية، فلم تشغل الحزب إلا قضية الوطنية المصرية منذ ثورة 1919 وحتي 30 يونيو، وعلي هذا النهج استمر الحزب العريق في هذه السياسة منذ الزعيم المؤسس خالد الذكر سعد زغلول وحتي الرئيس الحالي المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس الحزب، فعلي هدي الزعماء سعد والنحاس وسراج الدين يسير الوفد وسيظل هكذا حتي أبد الدهر، تشغله بالدرجة الأولي القضية الوطنية والحفاظ علي الأمن القومي المصري. وهذا ما كان الدافع والمحرك الذي انطلق من خلاله يوم الخميس الماضي «أبو شقة» عندما دعا مؤسسات الحزب المختلفة الي اجتماع عاجل، لمؤازرة الدولة الوطنية، ودعم الأمن القومي المصري، ومن خلال المكتب التنفيذي للحزب وقيادات الهيئة العليا بالحزب ولجان الوفد المختلفة جاءت رسالة الحزب علي لسان رئيسها «أبو شقة» داعمة ومؤيدة لمواقف الدولة المصرية في كل أفعالها وتصرفاتها تجاه المستجدات علي الساحة السياسية. رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد كباقي دول العالم الأخري، من تداعيات لفيروس كورونا المستجد، إلا أن حزب الوفد كعادته حزب منظم وله مؤسسات اتخذ من الإجراءات الاحترازية الكثير والكثير والتزم الجميع بكل التدابير والوقاية المطلوبة، ولم يتوان الحزب لحظة، وهبت مؤسساته المختلفة لتكون نصيراً للدولة في وقت الخطر، وكما قلت من قبل هذا ليس جديداً علي الوفد، فدائماً الحزب العريق ينتفض وقت الشدة عندما يري الخطر يلاحق البلاد ولا يمكن للحزب أن يتكاسل أو يتخاذل في مثل هذه الأمور، فمصر وأمنها القومي فوق الجميع، وهذه أصلاً طبيعة مصرية لا ينفصل الوفد عنها، وهي التلاحم والتكاتف والتماسك وقت الخطر، والآن هناك بالفعل أخطار رهيبة تلاحق البلاد من كل حدب وصوب. فالمشروع الوطني المصري الموضوع بعد ثورة 30 يونيو، أصاب العملاء والخونة والمتآمرين بخيبة أمل كبري، وكلما تحققت الإنجازات علي الأرض سواء في الداخل أو من خلال العلاقات الخارجية الجديدة لمصر مع دول العالم، أصاب المتآمرين الخزي والعار وهاجوا وماجوا ضد مصر في محاولات مستميتة لإفشال المشروع المصري ومنع تحقيق بناء الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة التي اقتربت مصر من تحقيقها. في خطاب «أبو شقة» الذي ألقاه يوم الخميس الماضي من مقر بيت الأمة في بولس حنا بالدقي، كانت رسالة حزب الوفد واضحة وصريحة ولا تحتمل أي تأويل أو تفسير سوي الوقوف الي جوار الدولة الوطنية والحفاظ علي الأمن القومي المصري. وقد أجمل «أبو شقة» الأمر باختصار شديد عندما قال: الواجب يفرض علينا الوقوف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي ونفتدي الوطن بالروح والمال.. هذا القول الفصل إيماناً من حزب الوفد بالدور الوطني العظيم الذي تقوم به القيادة السياسية تجاه مصر علي كل الأصعدة والمستويات، وهذا ما جعل مؤسسات الحزب تصدر برقية تأييد من الحزب للرئيس في اتخاذ ما يراه بشأن ما يجري في ليبيا وسد النهضة، وهذا أيضاً واجب علي كل مصري غيور علي بلده وغيور علي دولته الوطنية والأمن القومي المصري وهو ما أعلنه «أبو شقة» في خطابه أن مؤسسات الحزب تحاورت وتناقشت في بيت الأمة لتكون أمام رأي موحد للحزب في أمرين مهمين مطروحين علي الساحة السياسية الأول: ما يجري علي الساحة الليبية من تدخلات أجنبية وميليشيات وفرق إرهابية، مما يشكل تهديداً صريحاً وواضحاً للأمن القومي المصري. الثاني: موضوع سد النهضة والأخطار البشعة التي تتعرض لها المنطقة العربية. ويخطئ من يظن أو يتصور أن المؤامرات والدسائس ضد مصر والأمة العربية قد زالت أو انتهت، فالذي يتخيل ذلك واهم وغير مدرك لكل المخططات الشيطانية التي تحاك ضد البلاد. بل هناك إصرار شديد من قوي الشر علي إنهاك مصر وعدم عبورها إلي بر الأمان، ولديهم إصرار شديد وبشع علي إفشال المشروع الوطني الموضوع للبلاد الذي سينقل مصر نقلة حضارية غير مسبوقة في تاريخها الطويل الممتد في أعماق التاريخ. والحقيقة أن الدولة المصرية الوطنية واعية تماماً لكل هذه المخططات، وتلك الألاعيب بشكل واضح وظاهر، وفي الوقت الذي تحقق فيه مصر إنجازات تنموية واسعة وإصلاحات سياسية واقتصادية رائعة، كانت تقوم ولاتزال بالحرب علي الإرهاب وأنجزت في هذا الملف الكثير والكثير بشهادة الدنيا كلها. ورغم ذلك مازال أهل وقوي الشر يدبران بليل المكائد لمصر والمنطقة العربية بأسرها، و لاتزال مصر القوية بشعبها قادرة علي التصدي لكل هؤلاء الذين يستخدمون جماعة الإخوان الإرهابية لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الخاصة، والجماعة كالعميان تسير مع الشياطين من أجل تحقيق منافع ضيقة و مصالح خاصة، ولا تعنيها من قريب أو بعيد صرخة وطن وما سيجري من جحيم في المنطقة العربية بأسرها. هنا جاء ر أي حزب الوفد علي لسان «أبو شقة» بأن الجميع علي قلب رجل واحد مع القيادة السياسية في التصدي لكل هذه الأزمات، لأنه بالتماسك والتلاحم تتحطم كل المخططات والمؤامرات، ويتحقق الحفاظ علي الدولة الوطنية المصرية والحفاظ علي الأمن القومي المصري الذي يعد حائط الصد المنيع ضد كل من تسول له نفسه أن ينال من مصر، وفي هذا الصدد وجه حزب الوفد التحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية درع الوطن وحامي حماه علي ما تقوم به من إنجازات رائعة سيظل يذكرها التاريخ بحروف من نور، وعلي ما قدمته من شهداء أبرار في الحرب المقدسة ضد الإرهاب ولاتزال تقوم بهذا الواجب الوطني. وكذلك التحية والتقدير للشرطة المدنية علي ما تقوم به من جهود مخلصة في استقرار الجبهة الداخلية، وما تقدمه من شهداء بررة في الحرب علي الإرهاب. شكراً لمؤسسات حزب الوفد وعلي رأسها المكتب التنفيذي والهيئة العليا وشكراً أبو شقة، علي هذه الرسالة الرائعة التي صدرت عن بيت الأمة يوم الخميس الماضي، تأكيداً لتأييد الدولة الوطنية المصرية والحفاظ علي الأمن القومي المصري. وهذا ما يجب أن يصدر عن جميع المصريين جميعاً أحزابًا أو قوي سياسية أو وطنية ومنظمات مجتمع مدني. «دعاء» اللهم ارزقني الشفاء وشفاء كل مريض أنت ربي ورب المستضعفين. [email protected]