قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن أمّهاتنا أمّهات المؤمنين اخترنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مع زُهده، وإيثاره ما عند الله على الحياة الدنيا وزينتها؛ فكنَّ بذلك خير قدوة لنساء المؤمنين. وأضاف المركز، عبر موقعه الرسمي، أن الله بين صبرهنّ، وإيثارهنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال سُبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا . وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29]. وتابع: فاستحققن بهذا تعويض الله وجزاءه بأن جعلهنَّ أمهات للمؤمنين، تأكيدًا لحرمتهنَّ، وتعظيمًا لحقوقهنَّ؛ فقال سبحانه: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[الأحزاب 6]، وحَظَر عليه صلى الله عليه وسلم زواجَ غَيْرِهنَّ أو تبديلهنَّ؛ فقال سُبحانه: {لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} [الأحزاب: 52]. وأكمل: وجعلهنَّ للمؤمنين أمهات كأمهات النَّسب في المكانة والحرمة؛ حيث قال ربنا سبحانه: {..وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب : 53]، وإن كان قد أُحلِّ لسيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بعد ذلك -على أحد قولي العلماء- إلا أنه لم يتزوج غيرهن؛ إكرامًا لهنَّ رضي الله تعالى عنهنَّ. وبين أنه عند التَّحقيق نجد أنَّ الله تعالى وسّع على أمَّة النّبي صلى الله عليه وسلم في النِّكاح أكثر مما أنعم به عليه صلى الله عليه وسلم؛ رغم أن زواجه أحد خصائصه النَّبويَّة. وذكر أن زوجات النَّبي صلى الله عليه وسلم التي تُوفي عنهن تسع لم يحل له زواج غيرهنّ أوتبديلهنّ أو الزيادة عليهنّ في حين أباحت الشَّريعة للرجال من أمَّته الجمع -بضوابطه- بين أربع نساء على الأكثر مع إباحة التَّبديل بغيرهنَّ مُطلقًا. وقال إن زيجات النَّبي صلى الله عليه وسلم قد تسامت على مطامع البشر في مال أو جمال أو نسب؛ فلم ينكح بكرًا سوى أمِّنا عائشة رضي الله عنها، وتزوج صلى الله عليه وسلم بمن هنَّ أكبر منه سنًّا كأُمِّنا خديجة بنت خويلد، وأمِّنا سودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنهما وعن أمهاتنا أمهات المؤمنين أجمعين.