قال محمد عمارة، المفكر الإسلامي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، "إن التفاعل بين مصر وتركيا يدفع التاريخ لاستئناف مسيرته ووضع الأمة الإسلامية في مكان الريادة". جاء ذلك خلال حفل أقامته مجلة حراء التركية في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة لتكريم المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة بمناسبة صدور كتابه الجديد "روح الحضارة الإسلامية". وشارك في حفل التكريم الذي أقيم مساء أمس مفتي مصر علي جمعة ومجموعة من المفكرين والعلماء المصريين والأتراك، من بينهم "مصطفى أوزجاي" المدير العام لمجموعة قايتاق للنشر الثقافي التركية، و"نوزاد صواش" المشرف العام على مجلة حراء. ويتألف كتاب روح الحضارة الإسلامية من مقالات عديدة كتبها عمارة ونُشرت معظمها في مجلة حراء، ويتناول تجليات الحضارة الإسلامية في شؤون الفكر والحياة. واعتبر عمارة في كلمته أن الكتاب "هو ثمرة من ثمرات مجلة حراء، وهي المجلة التركية الأولى باللغة العربية بعد 80 عامًا من القطيعة بين تركيا والعالم العربي"، مشيرًا إلى أن "حراء نجحت في إعادة اللحمة مرة أخرى، ولها مكانة ومعنى كبير". وحول صدور الكتاب في هذا التوقيت، قال عمارة إن "الكتاب يواكب حركة تستبشر بمستقبل عظيم للأمة، وفيه حديث عن الحرية وثورات الربيع العربي". وأضاف أن "ثورات الربيع العربي تفتح قلوبها لعودة الشعب المصري العظيم والدولة التركية لأداء دورهما من أجل توازن في تيارات الفكر، وتفاعل واتفاق بين مصر وتركيا ليعود التاريخ لاستئناف مسيرته، ولتعود الأمة لمكان الريادة والإمامة"، على حد قوله. وحرص المفكر الإسلامي على التأكيد بأن "تركيا تعود للشرق بعد قطيعة فُرضت عليها". ولفت عمارة إلى أنه "لا توجد شريعة رفعت مقام الحرية عاليًا سوى الشريعة الإسلامية"، مستدلاً بقوله "لماذا تكون كفارة القتل الخطأ تحرير رقبة؟ لأن القاتل أخرج الإنسان من عداد الأحياء إلى الأموات، والحرية حياة، والرق موات". وأشار المفكر الإسلامي إلى أنه "لا توجد مدينة على ظهر الكوكب إلا وصلها النور الذي انبثق عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، قائلاً: "نحن نعيش عصر انتصار الإسلام على النطاق العالمي". والمفكر الإسلامي محمد عمارة هو مؤلف وعضو مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وله الكثير من المؤلفات بلغت 280 كتابًا، من بينها تيارات الفكر الإسلامي، التفسير الماركسي للإسلام، المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية، نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام، الإسلام والمستقبل.